بحجة وضع استراتيجية جديدة لمواجهة خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي، المنتشرة في البادية السورية، جرى اتفاق روسي إيراني، أفضى عن إنشاء مركز جديد مشترك، في البادية الغربية التابعة لمحافظة دير الزور شرقي سوريا.
مصادر خاصة أفادت لـ “الحل نت” أن “الاجتماع الي عُقد يوم الجمعة، بداخل مطار ديرالزور العسكري، والذي جمع بين قادة من الحرس الثوري الإيراني، برئاسة الحج عسكر، ووفد روسي، إلى جانب قائد الدفاع الوطني المدعو فراس العراقية، كان لمصلحة الأطراف الثلاثة، تحت غطاء إنشاء تعاون جديد، للتصدي لهجمات التنظيم في المنطقة”.
تحقيق مكاسب
وأوضحت المصادر أن “الغاية الأساسية وراء التشكيل الجديد، هي تحقيق مكاسب لكل طرف، وفق تفاهمات وشروط يحددها كل منهم، بما يخدم مصالحهم، حيث طالب الوفد الروسي، بإنشاء نقاط أمنية جديدة لهم، في كلاً من بادية البوكمال والميادين، وأن يتم السماح لدورياتهم، بالتنقل ضمن مناطق سيطرة الإيرانيين، بدون ان يعترض طريقها أحد”.
وأشارت المصادر إلى أن “الحاج عسكر، اشترط على الوفد الروسي، أن يقدموا لهم الدعم الجوي خلال العمليات العسكرية التي يقومون بها في بادية الرقة وديرالزور، ضد خلايا التنظيم، وأن يكون لهم نقاط أمنية خاصة في بادية ديرالزور الغربية، مقابل الموافقة على شروطهم”.
تغيير في المواقف
قيادي في “الدفاع الوطني” فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أفاد لـ “الحل نت”، أن “الاتفاق المبرم شمل أيضاً، سماح الروس، لمليشا الحرس الثوري وبقية القوى الأخرى التابعة له، بالتوغل في نقاط جديدة لهم في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، والانتشار في خطوط التماس مع الجيش الوطني المدعوم من أنقرة في منطقة نبع السلام ، على خلاف ماسبق، حيث منعت روسيا، أي تواجد إيراني في المنطقة المذكورة”.
مضيفاً، أن “الروس كان لهم أهداف عديدة في المنطقة ذاتها، أبرزها تحجيم التمدد الإيراني، ووضع حدود له، والاعتماد في ذلك على الفيلق الخامس الذي أنشاته روسيا، إضافة لمليشيات الدفاع الوطني التي تقدم الدعم المادي لها”.
وتهدف روسيا من خلال المليشيات التي تدعمها، إلى إضعاف النفوذ والسطوة الإيرانية في المنطقة، فضلاً عن تعزيز انتشار الفيلق الخامس والدفاع الوطني، في مناطق بادية دير الزور انطلاقاً من بادية البشري مروراً بالتبني ووصولا إلى ريف دير الزور الشرقي، وتسعى من خلال عمليات الانتشار إلى التمدد نحو مناطق غنية بالثروات الباطنية وبالتحديد مكامن الفوسفات، وبالتالي قطع الطريق على الشركات الإيرانية التي تحاول أن تجد لها موطىء قدم في المنطقة مستفيدة من التواجد العسكري الكثيف للقوات والمليشيات الإيرانية.
وشهدت منطقة البادية السورية على مدار السنوات الأخيرة الماضية، احتدام لتنافس غير معلن بين روسيا وإيران، بالتزامن مع ازدياد نشاط خلايا تنظيم داعش الذي لم ينته وجوده بشكل كلي في المنطقة.
هجمات لخلايا “داعش”
ومع ازادياد عمليات التنظيم مؤخراً التي استهدف بها القوات الروسية والإيرانية، إلى جانب القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها وخاصة في ريف حمص الشرقي، وفي الطريق الواصلة بين حمص وديرالزور، باتت القوات الروسية والإيرانية في سباق مع الوقت، لفرض السيطرة على منطقة تمتد مئات الكيلومترات، وتعد منجماً كبيراً للغاز والثروات الباطنية.
وتنتشر خلايا التنظيم بشكل مكثف في معظم البادية السورية التي تصل محافظات دير الزور وحمص وحلب والرقة. وتنفذ بشكل دوري هجمات على مواقع القوات الحكومية والروسية إلى جانب المليشيات الإيرانية، وقد شهد ديسمبر 2021 هجمات دامية مكثفة، شنها التنظيم على مواقع للقوات المذكورة، أسفرت عن مقتل وجرح العديد منهم، وسط عجز التعزيزات العسكرية والطيران الروسي عن إيقاف تلك الهجمات.
المادة منقولة عن موقع “الحل”