لماذا الخوف من أمهات السلام؟!
زلال جكر
دائماً نعرف أن الأم هي من تحل المشكلات وتكون وسيلة الصلح ضمن المجتمع سواء أكان الخلاف بين عائلتين أو العشائر أو الأمم. منذ قديم الزمان عملت الملل على إعطاء الأم أو المرأة قيمة ومكانة وبذلك لعبت دوراً أساسياً لوقف الحروب والنزاعات، وقبلها نرى في عهد المجتمع الطبيعي أو النيوليتيك، كانت المرأة والأم على وجه الخصوص دائماً محبة للسلام ومفهومها هو الحماية الذاتية والدفاع المشروع الطبيعي وحتى اليوم لعبت دورها كي تدافع عن الحق والحقوق في جميع أصقاع العالم وفي كردستان خاصة.
أما اليوم؛ فلبست الحجاب الأبيض وسمت نفسها بأُمهات السلام في كردستان، عندما أرى أمهاتنا يقمن بدورهن الحقيقي في اتخاذ المواقف الصلبة تجاه السلطة والحروب بهدف إحلال السلام؛ عندها أرى الحرية الحقيقة في وجوههن وإصرارهن وإيمانهن بالسلام والأمان والاستقرار، ودائماً أصبحن السند والداعم الأساسي لتطبيق العدالة في كردستان وأكثرهن أمهات الشهداء اللواتي أعطين فلذات أكبادهن وأغلى ما يملكن ألا وهم أولادهن؛ هؤلاء الأبطال الشجعان والفدائيين لأجل الحرية والسلام.
وها هن أمهاتهم وهم معاهدين أنفسهم بالسير على دربهم والآن يجاهدن كي يقمن بلعب دور إنساني وهن يطالبن بجثامين أولادهن الشهداء من حكومة الإقليم. أصبح لهن أكثر من شهرين وهن كل يوم يزورن خيمة الاعتصام في معبر “سيمالكا”؛ لاستلام رفاة الشهداء، ولكن ومع كل أسف، ليس هناك آذان تصغي لمطالبهن المشروعة؟
إني أتأسف لموقف حكومة إقليم كردستان أو باشور كردستان وكأنها لا تسمع ولا ترى بما تقوم به أمهات السلام والشهداء. طبعا يراودني هذا السؤال، تُرى لماذا حكومة باشور كردستان عاجزة عن استقبال أمهات السلام؟…
عندما نرى هذا الموقف البعيد كل البعد عن احترام أمهات السلام وعدم استقبالهن في مكاتبهم ووقوفهن على جسر معبر “سيمالكا” يجعل الشعب الكردستاني غاضباً وكارهاً لأعمال حكومة إقليم كردستان، ترى؛ هل هو الخوف من استقبال أمهات السلام والشهداء والاعتراف بالذنب الذي ارتكبه رؤساء ومسؤولي الحكومة؟ أم هو خوف حكومة الإقليم من الحقيقة التي تؤكد بأنهم هم من وضعوا كميناً وقتلوا أعضاء قوات الدفاع الشعبي (الكريلا) واعترافهم بها؟…
نرى الحكومة التركية تخاف من أمهات السلام وأمهات العدالة وأمهات الشهداء وأمهات يوم السبت اللواتي يطالبن بالحق والحقوق والعدالة لماذا؟ لأن الدولة التركية مذنبة بحق الكرد والإنسانية ولا تعترف بحقوق شعبنا، تخاف من قوتهم وإرادتهم وعزيمتهم وإيمانهم بإحلال السلام، أما أنتم فلماذا هذا الخوف؟… أهو الخوف والقلق من تنظيم الشعب والمجتمع في روج آفا!؟.
وقبل كل شيء واجب على الجميع أن يحترم أمهات السلام والشهداء وأن يتم استقبالهن في دوائركم والاستماع لمطالبهن وإعطائهن القيمة والاحترام، أما توقيفهن على جسر “سيمالكا” هو عمل مناف للأخلاق الإنسانية. لذلك؛ فإن هذا الموقف من قبل حكومة الإقليم، يؤدي إلى زيادة غضب الشارع الكردي من جميع الشرائح والفئات في المجتمع سواء أكان صغيراً أم كبيراً.