أطلقت الحكومة السورية عمليات التسوية والمصالحات، في عدة مناطق من سوريا، أخرها في دير الزور والرقة و الطبقة، فما الهدف الحقيقي من وراء هذه العمليات، وفي حال انسياق البعض وتم تغريرهم، ما هو المصير الذي ينتظرهم في حال تم تسوية اوضاعهم، وما المطلوب من أبناء هذه المناطق، لعدم الانسياق وراء هذه العمليات، للإجابة على كل ذلك، تحدث لموقع “آداربرس ” نائب رئاسة مكتب الدراسات والتأهيل الفكري حزب سوريا المستقبل، إياد الخطيب.
وقال الخطيب :” دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية.. فماذا يقصد النظام من كلمة تسويات (تسوية وضع)، أو المصالحات وهل من الطبيعي أن تجري هذه الإجراءات داخل الدول بالتأكيد لا”.
وأشار، بأنه بعد الحراك الثوري الشعبي في ٢٠١١ خرجت معظم المناطق السورية من قبضة النظام وخلال هذه السنوات الطويلة حاول جاهداً إعادة عقارب الزمن إلى الوراء ولكن دون جدوى، والأهم من خروج المناطق من قبضة النظام هو سقوط قناع النظام من ذهنية المواطن السوري.
وتابع الخطيب بأن هذه التسويات أو المصالحات يحاول النظام من خلالها إعادة الزمن إلى الوراء ويريد من الشعب السوري أن ينخدع بهذه بالكلمات البراقة ولكن أسلوب النظام يفضحه تماماً فهو كمن يطلب من مواطنيه إعلان التوبة والعودة إلى حظيرة الطاعة وبعد أن يتوب له المواطن ويندم على أنه عصى هذا النظام ذات يوم حينها تقرر الجهات المختصة كما يسميها النظام إما أن تعفو عنه وتقبل توبته واستغفاره وإما أن تسوقه إلى العذاب والجحيم.
و قال” للأسف أكثر من عشرة سنوات لم تغير من ذهنية هذا النظام في شيء، حيث بمراجعة كافة عمليات المصالحات و التسويات السابقة نجدها كارثية وافضت فيما بعد لاعتقال أكبر عدد من مناهضي النظام أو تهجيرهم كما جرى في درعا وحمص والغوطة”.
وأما الهدف من هذه العمليات، نوه الخطيب:” بالطبع يقصد النظام من خلال إطلاق هذه المحاولات الالتفاف على كافة القرارات الدولية وخاصة القرار ٢٢٥٤ و التغطية على كل ما حدث في سوريا خلال الفترات السابقة وأخطر أمر إظهار الشعب أو المواطن في موقف المذنب.. وإظهار الدولة بأنها الرحيمة والغفورة.
“باختصار ما يجري هو استهانة جديدة بكرامة المواطن واعتباره.. وعلى فرض إن نوايا النظام حسنة كان بإمكانه دخول البيوت من أبوابها فمنطقة الرقة ودير الزور والطبقة مناطق لها إدارات ذاتية ولها ممثلين حقيقيين قادرين على التفاوض والحوار باسم شعوبها، ولكن نجد أن النظام التف أيضاً على كل دعوات الحوار التي أطلقها مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية ويحاول ابتزاز شعوب ومواطني هذه المناطق من خلال جرهم لهذه التسويات و المصالحات”.
وعن سؤالنا، فيما إن أنساق البعض إلى هذه العمليات وتم تغريرهم، وما المصير الذي ينتظرهم، قال:” بالتأكيد لن ينجر وراء دعوات النظام سوى قلة من المغرر بهم أو المنتفعين وبعض العملاء وأنا على ثقة بأن حالة الوعي الموجودة في مناطق شمال وشرق سوريا كبيرة جداً وكافية لإدراك حقيقة هذه الخدعة وأقول باختصار لو أراد النظام خيرا في هذه المناطق لفتح أبواب الحوار مع إدارتها وممثليها ولكن في النهاية كل من يذهب إلى هذه التسويات يذهب على مسؤوليته الشخصية وعليه أن يضع نصب عينه كل ما سيجري له قبل الذهاب وأن لا ينخدع بكلام عملاء النظام”.
أكد إياد الخطيب في ختام حديثه:” واثقون من نجاح مشروع الإدارة الذاتية وواثقون من قدرة قوات سوريا الديمقراطية على حماية شعوب شمال وشرق سوريا ومن المستحيل عودة النظام بشكله الحالي إلى هذه المنطقة ولا سبيل للخروج من الأزمة سوى الحوار المفتوح بين جميع الأطراف”.