لم تكن مهمة احتجاز أعدادٍ مهولة من عناصر تنظيم داعش الإرهابيين بالأمر السهل، إنما هو عمل تعجز عنه دول كبيرة وقادرة، لكنها تخلت ونفضت يدها من تحمل هذه المسؤولية وتخلت حتى عن المطالبة بأبنائها من عناصر التنظيم، فحملت قوات سوريا الديمقراطية الى جانب بعض الدول من قوى التحالف، وقوى الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية عبء المسؤولية باقتدار وكفاءة، مع القيام بأمر عوائل هؤلاء الإرهابيين، ومعاملتهم بأفضل أنواع المعاملة الإنسانية. ومع ذلك لم تتوقف المؤامرات على هذه الادارة من دول الجوار، وبعضها عمل بشكل معلن حينا، ومبطن حينا من أجل استخدام ورقة داعش في إشاعة الفوضى من جديد.
كثير من هذه الدول ومنهم تركيا التي لم تقطع دعمها عن تنظيم داعش، حيث سلحتهم ونشرتهم في المناطق المحتلة ونصبتهم كمرتزقة متربصين بمناطق الإدارة الذاتية لتنهش في جسدها من خلال زرع الخلايا الإرهابية لضرب المشروع ونسفه. وظهر بشكل جلي ان عملية استهداف سجن الصناعة تم التخطيط لها في مدينة سريكانية، وتل ابيض وبدعم من مجموعات قادمة من الحدود العراقية. وهذا دليل واضح ان هذه المناطق مسيطر عليها من داعش وليس مجموعات معارضة للنظام.
وفي الوقت الذي تواجه فيه قواتنا أشرس المعارك ضد الفارين من داعش، تستهدف الدولة التركية قرى بلدة عين عيسى بالمدافع وتستهدف المدنيين، بهدف اشغال الرأي العام عن معارك سجن الصناعة وتشتيت قواتنا وافساح المجال امام عملية الهروب الكبيرة كي تتشابه مع عملية سجن أبو غريب في العراق.
وتحاول بعض الأطراف المتربصة كسلطة دمشق وطرف من المعارضة الفاشلة، وصف ما يحدث بالتمييز العنصري، وجرائم حرب ضد الانسانية. علما ان هذه الأوصاف تنطبق على هذه الجهات، وهي آخر من يحق لها الحديث عن جرائم الحرب، فسلطة دمشق هي التي قتلت وصفَّت أكثر من نصف مليون سوري بأسلحتها وصواريخها وبراميلها، وفي معتقلاتها، وهي التي هجرت أكثر من عشرة ملايين بظلمها وقهرها وحصارها واستهدافها للمدنيين في المدن والقرى، في المشافي والأفران والأسواق، وهي التي تتحدث عن الشعب المتجانس وما في ذلك من تمييز وعنصرية. وليس من الغريب ان تدافع عن هؤلاء الإرهابيين الذين ارتكبوا افظع الجرائم بحق النساء والأطفال والمسنين، ولا زالوا يحتجزون الأطفال ويستخدمونهم كدروع بشرية للحفاظ على حياتهم.
بهذا يؤكد مجلس سوريا الديمقراطية للعالم أجمع ان تهديد داعش لم ينتهي من مناطق شمال وشرق سوريا، إنما خطره يزداد يوما بعد يوم، وبالتالي فهذا يحتاج لتعاون دولي اكثر من السابق، ولا بد من استثناء المنطقة من العقوبات ودعمها اقتصاديا، وتوفير إمكانيات تأهيل البنية التحتية، لتوفير فرص العمل للناس وابعادهم عن الفكر التكفيري. ولا بد من التعامل بجدية اكثر مع ملف الإرهاب بدءا من تقديمهم للمحاكمات وانتهاء بعمليات إعادة التأهيل.
وندعو الامم المتحدة الى تركيز اهتمامها على انهاء الحصار عن مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال فتح معبر رسمي لإيصال المساعدات الانسانية بنسبة مخصصة للمنطقة.
كما ندعو دول الناتو وروسيا والأمم المتحدة الى وضع حد امام الانتهاكات التركية وخرقها لحرمة حدود الدولة السورية وارتكابها المجزرة تلو الأخرى بقصفها المستمر للمنطقة بالمدافع والمسيرات. وندعو المجتمع الدولي إلى دعمنا في التخلص من تلك المجموعات في المناطق المحتلة. ونوجه نداءنا للشعب السوري التواق للحرية والكرامة ونحثه على الصمود كما فعل في كل المراحل، ومازال يقاوم الإرهاب والحصار والمؤامرات، وإلى قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن البطلة، التي قدمت كل جهد يبذل، وصمدت أمام جميع المؤامرات، وقدمت التضحيات، ومازالت تحمي البلاد في مناطق الادارة الذاتية، فهؤلاء هم من نعول عليهم وننتظر النصر على أيديهم.
لانامت أعين الجبناء وعاشت قواتنا التي تحمينا، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والنصر لشعبنا العظيم.
ADARPRESS#