الولايات المتحدة والعالم بعد سنة مع جو بايدن
حلت في العشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري الذكرى السنوية الأولى لتسلم جو بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة. وتراوح حصاد العام الأول بين إنجازات متواضعة وخيبات أمل كبيرة.
توافق الكثيرون على أن إنجاز بايدن الأكبر كان إلحاقه الهزيمة بدونالد ترامب في نوفمبر ٢٠٢٠ وإبعاد الرئيس النرجسي عن البيت الأبيض، لكن مع مضي الوقت سرعان ما تبينت خسارة رهان الرئيس الديمقراطي الجديد على فتح صفحة جديدة من التاريخ الأميركي مع إصلاحات اجتماعية وبيئية تعيد تجربة الرئيس تيودور روزفلت مع ” العقد الاجتماعي الجديد”.
والسبب الاساسي في ذلك عدم وجود أكثرية سياسة كافية في الكونغرس لتحقيق الطموحات الرئاسية.
ومن الأسباب الأخرى: مواجهة إدارة بايدن خلال ٢٠٢١ لتحديات ومشكلات أبرزها: مكافحة وباء (كوفيد – 19) وإدارة الاقتصاد العالمي الكلي والتغير المناخي.
على الصعيد العالميي، سجّل الانسحاب الأميركي السريع من أفغانستان الحدث الأبرز الذي اعتبره البعض من ابرز نكسات واشنطن في السياسة الخارجية. زيادة على ذلك، لم تتمكن إدارة بايدن حتى الآن من تحقيق رهان آخر في العودة للاتفاق النووي مع إيران، وجابهت هذه الإدارة إخفاقات في ملف اليمن ومنطقة الشرق الأوسط، وخلافات وتوترات مع الصين وروسيا برزت أخيرا مع الاحتدام في الأزمة الأوكرانية.
راهن كثيرون في العاصمة الفيدرالية والعالم على بايدن المخضرم في السياسة الخارجية، كي يحقق شعاره حول عودة أمريكا وبأسلوب آخر، لكن ما جرى في أفغانستان وعدم تحسين علاقاته مع حلفائه الأوروبيين وأدائه الباهت أثر كثيرا على صورته ومصداقيته.
على المستوى الداخلي، نجحت إدارة بايدن في خفض كبير لمعدل البطالة، لكن وهج هذا الإنجاز أخذ يتضاءل مع بلوغ معدل التضخم أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عاماً، في موازاة ارتفاع أسعار النفط واستمرار الانقسام الداخلي الحاد حوال مواجهة كوفيد وانتشار السلاح والهجرة وتعديل التصويت في الولايات. كل هذا يأتي على أبواب انتخابات التجديد التشريعي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 وحظوظ الديمقراطيين في الاحتفاظ بالأغلبية الضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ.
سيقلّص احتمال النتائج السلبية للديمقراطيين هامش مناورة بايدن، لكن يتوجب عدم التسرع في طي صفحة بايدن ومساره السياسي الطويل، لأنه لا يزال هناك ثلاث سنوات من عمر الإدارة خاصة أن العام الأول للكثير من الرؤساء لم يكن مثمراً.
ADARPRESS#