قالت الإدارة الذاتية إن المؤامرة الخطيرة التي استهدفت الحسكة، هي رسالة إلى التحالف والمجتمع الدولي للانتقال إلى مرحلة جديدة والعمل معاً، بالتنسيق مع الإدارة الذاتية وقواتها؛ لإلحاق الهزيمة المستدامة بالإرهاب، بينما تقدمت بالعزاء لذوي الشهداء وتمنت الشفاء للجرحى.
أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بياناً إلى الرأي العام، بصدد هجوم مرتزقة داعش على سجن الصناعة في الحسكة، طالبت فيه المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته.
وحضر البيان الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عبد حامد المهباش والرئيسان المشتركان للإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة طلعت يونس ونظيرة كورية والرئيس المشترك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة كنعان بركات والرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة الحسكة سمر العبد الله وعدد آخر من الإداريين.
الإدارة الذاتية، وخلال بيانها الذي قرأته الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بريفان خالد، أكدت أن الانتصار الكبير والجديد الذي لحق بداعش يعتبر امتداداً لجميع الملاحم البطولية التي قادها شعب شمال وشرق سوريا ضد الإرهاب بفداء.
وجاء في نص البيان:
“بداية، باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نتقدم بالتهاني والتبريكات إلى كافّة أبناء شعبنا بكل مكوناته على الانتصار الكبير والجديد الذي لحق بتنظيم داعش، حيث يعدّ هذا الانتصار امتداداً لجميع الملاحم البطولية التي قادها شعبنا ضدَّ الإرهاب بفداء، وفي الوقت ذاته نستذكر الشهداء وننحني إجلالاً وإكراماً أمام تضحياتهم، ونتقدَّم بالعزاء إلى عوائلهم وإلى كافَّة أبناء شعبنا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.
البيان تحدث عن مشكلة الإرهاب المستمرة بعد تحرير الباغوز، والعبء الكبير الذي خلفه معتقلي داعش “بعد تحرير الباغوز في آذار ٢٠١٩، وإعلان قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف الدولي الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي عسكرياً والقضاء على دولته المزعومة، وذلك بعد تقديم تضحيات كبيرة من قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي بأكثر من ١٢ألف شهيد و٢٥ ألف جريح، بينهم إعاقات مستدامة في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي؛ دفاعاً عن كل الإنسانية، ابتداء من معركة كوباني إلى الباغوز حتى أحداث سجن الصناعة في الحسكة.
استمرَّت مشكلة الإرهاب من خلال العشرات من الخلايا النائمة، بالإضافة إلى انتشار أيديولوجيتها الإرهابية في المناطق التي بقيت تحت سيطرتها لسنوات، وكذلك واجهت الإدارة الذاتية مشكلة حوالي ١٢ ألفاً من مرتزقة داعش، منهم حوالي ٢٠٠٠ عراقي و٢٠٠٠ آخرين من أكثر من خمسين دولة و٨ آلاف سوري وعشرات الآلاف من أسرهم في مخيمي الهول وروج، وعلى الرغم من الإمكانات المحدودة حافظت الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية عليهم في أماكن آمنة، بالتزامن مع الحملات المستمرة ضد الخلايا الإرهابية واعتقال آخرين مما يزيد العبء على الإدارة الذاتية.
‘مواجهة داعش هو مشكلة تخص كل المجتمع الدولي’
وأكَّدت الإدارة الذاتية على الدوام” أنَّ هذا الملف الخطير والمعقد والذي هو من تداعيات الحملة الدولية في مواجهة داعش؛ هو مشكلة تخص كل المجتمع الدولي ويجب مواجهتها من خلال التنسيق بينهم وبين الإدارة الذاتية، وهي أكبر من أن تواجهها الإدارة الفتية بمفردها، فيجب تشكيل محكمة دولية أو محكمة ذات طابع دولي في شمال وشرق سوريا؛ لكي يأخذ العدل مجراه، وكذلك أن تتحمّل الدول التي لديها مواطنين منتمين إلى التنظيم الإرهابي مسؤولياتها، وذلك بترحيل مواطنيها، وبصورة خاصة الأطفال والنساء لمحاكمتهم ومن ثم دمجهم في مجتمعاتهم الأساسية وإعادة تأهيلهم، وكذلك دعم الإدارة الذاتية لإخراج الأطفال من الأماكن والأجواء غير الصحية لإعادة تأهيلهم، بالإضافة إلى تحسين وضع المخيمات والمعتقلات من النواحي الأمنية والإنسانية، ريثما يتم حل هذه المعضلة”.
‘ما حدث في سجن الصناعة هو نتيجة تقصير المجتمع الدولي في تحمّل مسؤولياته’
الإدارة الذاتية أكدت أن ما حدث في سجن الصناعة “هو نتيجة تقصير المجتمع الدولي في تحمّل مسؤولياته، وقالت إنه حدث بتخطيط، انطلاقاً من المناطق المحتلة من قبل تركيا “نتيجة تقصير المجتمع في تحمّل مسؤولياته، حدث ما كنا نحذّر منه على الدوام، إنَّ كل ما يحصل في مخيم الهول يومياً من عمليات قتل وذبح وحرق للخيم وغيرها، أو ما حدث بتاريخ ٢٠ من كانون الثاني الجاري باستهداف سجن الصناعة في الحسكة من قبل٢٠٠ مرتزق من إرهابيي داعش بعملية معقدة وخطيرة”.
وأكدت الإدارة الذاتية أن التخطيط للهجوم على سجن الصناعة جرى خارج الحدود السورية” تم التخطيط لها وإعدادها خارج الحدود، انطلاقاً من المناطق المحتلة من قبل تركيا وبدعم مجموعات قادمة من الحدود العراقية وبعض الخلايا النائمة في المنطقة وذلك لإحياء داعش من جديد، ونشر الفوضى وضرب مكونات المنطقة ببعضها البعض واستهداف مشروع الإدارة الذاتية، ففي الوقت الذي كانت الإدارة الذاتية تواجه فيه هذا التنظيم الإرهابي داخل السجن وفي المناطق المحيطة به، وبغرض تشتيت قواتنا وإفساح المجال للإهابيين بالفرار؛ بدأت القوات التركية والمرتزقة المرتبطون بها باستهداف المدنيين العزّل في منطقة عين عيسى عن طريق القصف المدفعي والهجوم البري لمرتزقة تركيا، بالإضافة إلى محاولة السلطة في دمشق وبما يُسمى الائتلاف الأردوغاني باستغلال هذا الوضع واتهام قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بارتكاب جرائم وإجراء عمليات تغيير ديمغرافي وغيرها، وذلك للنيل من الإدارة الذاتية ودعم الإرهابيين، وأيضاً خلق فتنة عرقية بين مكونات المنطقة”.
على تلك القوى أن تُعيد النظر في سياساتها الخاسرة التي لا تخدم سوى إنعاش الإرهاب، فبالتضحيات التي قدَّمها شعبنا بكل مكوناته وتضامنه والتفافه حول قواتنا العسكرية؛ تمَّ إفشال هذا المخطط الإجرامي والإعلان عن السيطرة على الوضع في نفس يوم تحرير كوباني، ليُعيد التاريخ نفسه من جديد ولينهزم الإرهاب وكل داعميه والمستفيدين منه”.
البيان دعا إلى تضافر الجهود من المجتمع الدولي ومن التحالف الدولية لمواجهة التحديات والقضاء على الإرهاب، وقد طالب “في هذا السياق، ولمواجهة هذه التحديات والقضاء على الإرهاب؛ يجب أن تتضافر الجهود من المجتمع الدولي ومن شركائنا في التحالف الدولي من جهة:
أولاً – زيادة دعم قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والجهات الأمنية عسكرياً، من جهة التقنية والمستلزمات الضرورية لمواجهة خطر الإرهاب وخلايا داعش الإرهابية.
ثانياً – تشكيل محكمة دولية أو محكمة ذات طابع دولي في شمال وشرق سوريا لمحاكمة المجرمين كي يأخذ العدل مجراه.
ثالثاً – تقوم كل دولة لديها مواطنين في شمال وشرق سوريا بتحمّل مسؤولياتها، وإعادة مواطنيها من مقاتلين ونساء وأطفال أو تقديم الدعم للإدارة الذاتية لتحسين الظروف الخدمية والأمنية للمخيمات والسجون، وبالتالي إعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم الأساسية ومحاكمة من يتم تثبيت إدانتهن من النساء.
رابعاً – تقديم الدعم الاقتصادي لشمال وشرق سوريا، واستثناء المنطقة من قانون قيصر، وذلك لتطوير الواقع الخدمي ودعم قطاع التعليم والصحة لسد الطريق أمام محاولات تنظيم داعش، واستغلال هذا الجانب في عمليات تجنيد الخلايا والتنظيم الأيديولوجي.
خامساً – زيادة الدعم الإغاثي والإنساني والعمل على إعادة النظر بقرار إغلاق معبر تل كوجر، لأن المساعدات الإنسانية التي تأتي من المجتمع الدولي من خلال منظمات الأمم المتحدة عن طريق دمشق لا يصل منها إلَّا القليل، وكمثال على ذلك، تقول الأمم المتحدة إنها أرسلت مؤخراً ٣٦ شاحنة إلى الحسكة لدعم المنطقة نتيجة حوادث سجن الحسكة، ولكن لم يصل منها شيء وكلها ذهبت إلى المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام في قامشلو.
سادساً – دعم الإدارة الذاتية سياسياً، وتكثيف الجهود لدعم الاستقرار في المنطقة، والضغط على دولة الاحتلال التركي للانسحاب من المناطق المحتلة والتي أصبحت حاضنة وملاذاً للإرهابيين، ووقف عدوانها المستمر من خلال الهجوم البري والقصف المدفعي واستخدام المسيَّرات لاستهداف المدنيين العزل، والتي تهدف إلى دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
سابعاً – تقديم الدعم للإدارة الذاتية لبناء مراكز إعادة تأهيل للأطفال ولتحسين الظروف الأمنية والإنسانية داخل المعتقلات والمخيمات”.
الإدارة الذاتية أشارت في بيانها إلى أن المؤامرة الكبيرة التي استهدفت الحسكة من قبل داعش وداعميه هي رسالة للتحالف الدولي المجتمع الدولي للعمل معاً والتنسيق مع الإدارة الذاتية لعدم تكرار ما حدث “المؤامرة الكبيرة والخطيرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي وداعميه باستهداف الحسكة والتي أدت إلى استشهاد ١٢١ من القوات العسكرية والأمنية والعاملين في السجن والمدنيين وتداعياتها ومخاطرها، هي رسالة إلى التحالف والمجتمع الدولي للانتقال إلى مرحلة جديدة والعمل معاً وبالتنسيق مع الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية والأمنية ومن كافَّة النواحي لعدم تكرار ما حدث، وإلحاق الهزيمة المستدامة بالإرهاب”.
هذا واختتم البيان بالإشادة بدور شعب شمال وشرق سوريا الذي تحلى بالوعي ووقف إلى جانب القوات العسكرية والأمنية، ووجّه تحية إجلال واحترام للقوات التي وقفت في وجه الإرهاب “وفي الختام تحية إجلال واحترام لقوات سوريا الديمقراطية ولوحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، بالإضافة إلى العشائر العربية وبقية مكونات شعبنا الذين تحلَّوا بالوعي لما يحدث ووقفوا إلى جانب الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية والأمنية ضد الإرهاب مدركين مخاطر عودة داعش خاصة، وإنَّ الكثير منهم تعايش مع تجربة داعش المريرة”.
كما توجهت الإدارة الذاتية في بيانها” بجزيل الشكر لأهلنا في الحسكة بشكل عام وأهلنا في حيي غويران والزهور بشكل خاص على تعاونهم مع القوات العسكرية، ونستذكر الشهداء المدنيين منهم، مؤكدين في الادارة الذاتية على تأمين عودة اهلنا الذين نزحوا من حيي غويران والزهور بفعل ارهاب داعش، وذلك بالتزامن مع قيام المؤسسات المعنية في الادارة الذاتية على تقديم الدعم والاحتياجات اللازمة لهم”.
تحية لأرواح شهدائنا الأبرار.
والشفاء العاجل للجرحى.
الخزي والعار للإهاب وداعميه”.