مسؤول أميركي: رفع العقوبات عن إيران لن ينعكس إيجاباً على اقتصاد سوريا
قال عباس داهوك، مستشار الخارجية الأميركية للشؤون العسكرية، في حوار خاص لورث برس، إن الدول المرتبطة بإيران مثل سوريا والعراق وغيرها لن تتأثر إيجاباً من الناحية الاقتصادية من رفع العقوبات عن إيران.
واستبعد “داهوك” أن يكون لرفع العقوبات المرتقب عن إيران أثر أبعد من الداخل الإيراني، لأن لدى إيران ما يكفي من مشكلات داخلية اقتصادية تسعى إلى حلّها في حال حصلت على عائدات جديدة من رفع العقوبات.
وأضاف: “إدارة جو بايدن مصممة على التوصل سريعاً الى اتفاقية مع إيران، وعلى الرّغم من التصعيد الإيراني على عدة جبهات إقليمية إلا أن واشنطن لا ترى حلاً سوى في تقييد البرنامج النووي الإيراني عبر اتفاق ٢٠١٥ والانطلاق منه لاتفاقيات أخرى”.
وذكر أنه “لاتزال إيران دولة داعمة للإرهاب وفقاً للمنظور الأميركي، لكن إيران أمة لها أبعاد كثيرة، وهناك وجود قوي للجاليات الإيرانية في الولايات المتحدة وعلى الرّغم من أن إيران لن تصبح صديق لأميركا إلا أن التواصل بات ضرورة كحل للبرنامج النووي الإيراني”.
وأشار إلى أنه “في غالب الأحيان تقوم إيران في مثل هذه الحالة برفع مصاريفها على القطاع العسكري والدفاعي ولن تترجم البحبوحة الاقتصادية داخل إيران إلى أوضاع معيشية أفضل للشعوب في سوريا واليمن ولبنان”.
وبينما تبحث الولايات المتحدة عن بدائل للغاز الروسي لتلبية احتياجات أوروبا من الطاقة في حال اندلعت الحرب في أوكرانيا، يزور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، العاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل تطوير البنى التحتية لقطاع الطاقة في إيران.
ومن أهداف هذه الزيارة الأولى، عقد اتفاقيات تحيي قطاع إنتاج الغاز في إيران، صاحبة ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم بعد روسيا، وذلك بعد سنوات من إنهاك البنى التحتية لقطاع الغاز في إيران بفعل العقوبات الأميركية.
وبحسب شبكة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن واشنطن ودول مستوردة للغاز تفكّر في التعويل على الغاز القطري كبديل محتمل لنقص إمدادات الغاز في أوروبا، خاصة أنّ محادثات “فيينا” اقتربت من التوصّل الاتفاق مع إيران بحسب مسؤولين غربيين لـ”رويترز”.
وقالت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، إن أهم الاتفاقات المطروحة على طاولة الزعيمين الإيراني والقطري هي مشروع ربط شبكة الكهرباء بين إيران وقطر من أجل تحسين موثوقية شبكة الكهرباء في البلدين، وهو ما سيمكّن إيران من تحسين بناها التحتية لقطاع إنتاج الطاقة، لتصبح إيران مركزاً هاماً لتوزيع الكهرباء في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وصرح تيودور كاراسيك، المحلل السياسي في معهد دراسات الخليج، لنورث برس، أن زيارة الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر إلى الولايات المتحدة بداية الشهر الجاري، كانت مقدمة لتعاون أميركي – قطري في عدة ملفات إقليمية تلعب فيها الدوحة دور الوسيط وفي مقدّمتها الملف الإيراني.
وذكرت شبكة “الجزيرة الانجليزية” بأن هذه المحادثات القطرية – الأميركية قد تكون مقدّمة لتهيئة إيران لتعود بنفطها وغازها إلى أسواق الطاقة العالمية إذا نجحت المفاوضات في فيينا في وقت قريب.
وأضافت في مقال نشرته، الاثنين، “تلعب قطر هنا دور الوسيط وحلقة الوصل بين الولايات المتحدة وإيران في حين ترفض طهران حتى الآن التحدث إلى واشنطن بشكل مباشر”.