تنظيم داعش تستولي على مواد عائدة لمنظمات إغاثية في مخيم الهول
هاجم أربع عناصر مُلثمين ومُسلحين، يرجح أنهم من تنظيم داعش، ليلة أمس الخميس مركز إحدى المنظمات الدولية في مخيم الهول جنوب شرق مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، وقاموا بنهب مستودع المنظمة.
وقال مصدر محلي من داخل مخيم الهول ، أن”4 عناصر يرتدون ملابس سوداء ويحملون مسدسات اقتحموا مقر الحرس في منظمة إنقاذ الطفل، في الفيز الأول، أثناء تواجد 4 أشخاص آخرين من النازحين العراقيين جالسين عند حارس المنظمة في كرفانته الخاصة بالحراسة الليلية.
وأضاف المصدر، أن “المهاجمين بدأوا بكيل الشتائم للنازحين ال 4 الجالسين والذين كانوا في زيارة للحارس، واتهموهم بأنهم مرتدون ويجب معاقبتهم”.
وأوضح المصدر، إنه “قام أحد العناصر بوضع فوهة المسدس في رأس أحد النازحين بعد أن طرحه أرضاً، مهدداً بقتله، لكن وبعد التوسل تركوهم وشأنهم”.
وقال المصدر “أن المُهاجمون أرادوا أخذ مولدتين خاصتين بالمنظمة لكنهم تركوها بعد أن أخبرهم الحارس أنها مُعطلة”.
وأضاف “ليتوجهوا لمستودع القرطاسية ويخلعوا بابه وأخذوا كل ما في المستودع من دفاتر وأقلام وباقي المواد الاغاثية ويرحلوا إلى عمق المخيم”.
إلى ذلك قامت مجموعة أخرى ليلة أمس بسرقة ثلاث خيم عائدة لجمعية المودة الخيرية والموجودة في مركزها في الفيز الخامس داخل مخيم الهول.
وقد قُتل في ال 12 كانون الثاني الفائت الممرض في الهلال الأحمر الكردي، محمد محمد، أثناء عمله في النقطة الطبية العائدة للهلال الكردي بطلقة مسدس مباشرة في الرأس من قبل شخصين دعا المرض ودخلا بحجة الكشف عنهم، ليردوا الممرض قتيلا.
ويقدر عدد المنظمات والجمعيات العاملة في مخيم الهول بنحو 50 منظمة وجمعية محلية ودولية. وبحسب الإحصائيات غير الرسمية، فقد قتل أكثر عن 90 شخصاً بينهم نساء وأطفال من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين خلال العام الماضي.
ويؤوي المخيم قرابة 62 ألف شخص، نصفهم عراقيون، بينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص قيد الحراسة المشددة.
ويشهد المخيم بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ستة أشخاص منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) على يد “خلايا نائمة” تابعة للتنظيم، قضى آخرهم السبت بإطلاق رصاص داخل المخيم، وفق تقرير نشره المرصد في ال 20 من الشهر ذاته.
والقتلى هم رجلان وسيدة من الجنسية العراقية، إضافة إلى نازحتين سوريتين، وسيدة أخرى لم يتمكن «المرصد» من تحديد هويتها.
وأبدى مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، في تصريح سابق، خشيته من تحول المخيم إلى «قنبلة موقوتة مع ازدياد عمليات القتل والفوضى داخل المخيم».
وكانت وتيرة جرائم القتل قد انخفضت إثر عملية أمنية نفذتها قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد، نهاية مارس (آذار) من العام الماضي، وأسفرت عن توقيف أكثر من مائة عنصر من التنظيم، قبل أن تعاود الارتفاع.
ومنذ إعلان القضاء على تنظيم «داعش» في مارس 2019، تطالب الإدارة الذاتية، الدول المعنية، باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة «الجهاديين» في سوريا.
لكن مناشداتها لا تلقى آذاناً صاغية. واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية أخرى باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى. وحذرت الأمم المتحدة، مراراً، من تدهور الوضع الأمني في المخيم.
وأفادت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم «داعش» ومجموعات «جهادية» أخرى، في تقرير نشرته في فبراير (شباط) من العام الماضي، عن «حالات من نشر التطرف والتدريب وجمع الأموال والتحريض على تنفيذ عمليات خارجية» في المخيم.
ويخشى خبراء من أن يشكل المخيم «حاضنة» لجيل جديد من مقاتلي التنظيم، وسط استمرار أعمال الفوضى والعنف وانسداد الأفق الدبلوماسي بإمكانية إعادة القاطنين فيه إلى بلدانهم.