صحيفة بريطانية: أنقرة تراهن على تل أبيب لكسر عزلتها الشرق أوسطية
الحفاوة الكبيرة بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ في تركيا تظهر أن رئيس النظام رجب أردوغان يراهن على تل أبيب لكسر عزلته الشرق أوسطية، لكن هذا الرهان تعترضه عقبات كثيرة من بينها أن إسرائيل لن تضحي بعلاقاتها مع اليونان وقبرص ومصر لأجله، فضلا عن أنها لم تنس بعد مواقفه ضدها في السنوات الأخيرة، وفق ما ذكرت صحيفة العرب اللندنية.
وبحسب الصحيفة فإن النظام التركي لجأ إلى تثبيت أقدامه في شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز، عبر الاعتماد على دبلوماسية البوارج الحربية مع كل من اليونان وقبرص فأخفق، كما سعى للتواجد العسكري في ليبيا وعقد اتفاقيات أمنية واقتصادية مع حكومتها السابقة لكنها أيضاً لم تحقق أغراضه، بينما لا تزال محاولة تطبيع العلاقات مع مصر متعثرة.
وتوضح الصحيفة أن النظام قرر أخيرا اللجوء إلى إسرائيل على أمل أن يتمكن من تطوير الشراكة معها ويجد مدخلاً جديداً يعوّضه عن أدواته التي لم تمكّنه من الوصول إلى أهدافه.
وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من المتابعين لمسار العلاقات بين تركيا وإسرائيل لم يتعاملوا مع الخطاب الحماسي السابق الذي تبناه رئيس النظام بجدية، لأن تاريخ أردوغان يعزز انتهازيته وقدرته على التراجع في أيّ لحظة، كما أن التوتر الظاهر بين أنقرة وتل أبيب لم ينعكس سلبا على شكل التعاون الأمني والاقتصادي بينهما، ناهيك عن عدم وجود معالم تؤكد أن النظام يدعم القضية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن لعبة تبادل الأدوار وتوظيف الخصوم قد فقدت جاذبيتها في المنطقة وتراجعت التجارة بورقة إسرائيل في مواجهة دول المنطقة، بما يقلل من قدرة أنقرة على الاستفادة منها، فالوقت الذي استغرقه النظام التركي في المناكفات السياسية والأمنية ضيّع عليه العديد من الفرص، والتي يصعب أن تكون إسرائيل الأداة لتعويضها.