الحرب الخاصة.. مصيدة النوايا الصادقة
الدار خليل
الحرب الخاصة واستهداف شعبنا بمختلف الأشكال والأساليب أسلوب تطور منذ بدايات النضال، حيث دائماً ورغبةً من العدو في إلهاء شعبنا وتحريفه عن مساره كانت هناك مشاريع ولا تزال تهدف لصرف النظر عن الأمور المصيرية والضرورية نحو جوانب تخدم كل من لا يريد لشعبنا أن يصل إلى تحقيق تطلعاته وحقوقه.
ثورة روج آفا القفزة النوعية التي غيّرت الكثير من الأمور والمعطيات ووصلت اليوم إلى مستوى هام، حيث باتت ثورة لها تأثير واضح وصدى هام وقدرة على تحديد ملامح الحل للمعضلات المتجذرة في المنطقة، حيث تحوّلُ شعبنا من حالته التي كان فيها مقموعاً إلى قائد لثورة تحولٌ هام في المنطقة. طبعاً هناك محاولات مستمرة للحد من هذا الدور والاستمرارية، وتتطور أساليب الحرب الخاصة التي تريد تحويل الأنظار نحو ما يصرف النظر عما تم ذكره من أمور هامة ومصيرية.
ما حدث في قصة أمين عيسى قبل أيام أظهر حجم الحقد الدفين وكذلك أبرز شكل وطريقة استثمار البعض للأمور لتمرير غايات دنيئة وسيئة حتى ولو كان على حساب الموتى دون أية مراعاة لقيم المجتمع ولا حتى الثقافة المعتادة حيال المتوفين. تفاعل الكثيرون تحت عناوين وهمية واستحداث البعض الآخر لنظريات مصطنعة أدى لوقوع الكثيرين في مصيدة مروجي الحرب الخاصة وعرابيها؛ بحيث تحولت القضية إلى قضية يتم تناولها من جانب واحد وتم زج الإدارة بها والتهجم عليها؛ متناسين تماماً بأن الإدارة مشروع نابع من حاجة شعبنا وليس مشروعاً دخيلاً، مع التجاهل التام لموقف الإدارة وما ظهر منها حول القضية والتمسك برؤية الجانب الآخر، وهذا ما يؤكد بأن القضية سُيست واستُثمرت لأهداف بعيدة تماماً عن أمين وشخصه.
على الجميع أن يكونوا يقظين حيال هكذا مشاريع تريد النيل من الإدارة؛ المشروع الذي حافظ على هوية شعبنا ووجوده، أخذ الأمور بنية صافية توقع أصحابها أيضاً بفخ محاولات من يحاول تطوير الحرب الخاصة ضد شعبنا. في هكذا ظروف وحينما تكون الهوية مستهدفة لا بد من الالتفاف حول الإدارة وما تم من مكاسب؛ لأن ما تم إنجازه هو ملك لهذه الأرض وهذا الشعب وليس حكراً على أحد، رأينا جميعاً وبالتحديد بعض الكرد الذين عولوا على مشاريع بديلة عن الإدارة كيف تم إهانتهم وإذلالهم، لكن الغرابة تكمن في أن هناك من يفضل ويرحب بهذا الذل وغير مستعد لدعم أو الدفاع حتى ولو شكلياً بدون أي دور مؤثر عن هذا المشروع الشعبي.
تحوير الأمور هو الخطأ، والاستناد لأمور كيدية وإفساح المجال لتدخلات تريد توسيع الفتن والخراب مجتمعياً وإدارياً لا يخدم أحداً سوى من لا يريد لشعبنا أن يعيش بكرامته ويمتلك إرادة اتخاذ قراره، يمكن كشف أوجه الخلاف في التعاطي مع المسائل للتأكيد على حجم من يريد النيل منا واعتقاد البعض بأن هؤلاء يخدمون مصلحتهم الوطنية، رأينا على مدى الثورة في روج آفا محاولات إبادة وتجاوزات كبيرة وتعدٍ غير محدود، رغم ذلك لم نجد من تعامل بواقع الانتماء، بل كانوا تحت عباءة كل شيء يتهجمون على الإدارة. هذا التعاطي والتعامل بشكل أحادي الجانب يظهر واقع تطور الحرب الخاصة وكيف يتم التحكم بالعقول والأنظار بحيث يتم قيادتها بكل سهولة وتسخيرها ضد أبناء شعبهم.