أكدت المنسقة في مجلس المرأة بشمال وشرق سوريا سهام عموكا، أن الانتصار على داعش عسكرياً لم يكن كافياً فعقيدته لا تزال راسخة بين عوائله ونسائه اللواتي يربين أطفالهن على الفكر ذاته والذي يعتمد على القتل والتعذيب والتكفير، مبينةً أنه على المجتمع الدولي أن يقوم بالتزاماته ويسعى إلى إيجاد حل جذري لمحاكمة مرتزقة داعش.
داعش، هو تنظيم جهادي مسلَح يتبع فكر الجماعات السلفية الجهادية ويتبنى أيديولوجية عنيفة، انتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع بداية عام 2013 وتمركز في مناطق شمال وشرق سوريا كالرقة التي أصبحت عاصمة له، والطبقة ودير الزور، إضافة لإدلب وبعض المناطق في حلب والبادية، ولكن بعد عمليات عسكرية واسعة تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من القضاء عليه في آخر معاقله ببلدة الباغوز في ريف دير الزور في آذار/مارس 2019.
المنسقة في مجلس المرأة بشمال وشرق سوريا سهام عموكا قالت عن مدى خطورة نساء وأطفال داعش على العالم “تتواجد غالبية نساء وأطفال داعش في مخيمي الهول وروج، فالمخيمين وخاصة مخيم الهول يعتبران قنبلة موقوتة في مناطق شمال وشرق سوريا، مخيم الهول ليس حديث النشأة فقد تم انشائه عام 1991 حيث تم تجهيزه آنذاك لاستقبال اللاجئين العراقيين الفارين من الحرب، وأعيد افتتاحه مع اندلاع الثورة السورية التي اتجهت نحو القتال العسكري بعد ستة أشهر من بدأها وتدخل الدول الإقليمية والدولية في الأزمة السورية، وظهور جماعات متشددة في المناطق التي افتقدت للحماية الذاتية”.
وأضافت “ارتكب داعش انتهاكات ضد المدنيين، ولكن وبعد معاناة دامت لسنوات استطاعت شعوب تلك المناطق التحرر بفضل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ـ المرأة حيث قضت على داعش عسكرياً في معقله الأخير ببلدة الباغوز”.
وبينت سهام عموكا أن “داعش انتهى واستطاعت قواتنا الانتصار عليه عسكرياً، ولكن هذا لم يكن كافياً بسبب تواجد الكثير من الخلايا النائمة وتجمع عوائل داعش في مخيم الهول الذي أصبح كقنبلة موقوتة ضمن مناطقنا، عوائل ونساء داعش المؤمنات بفكره واللواتي تربين أطفالهن على هذا الفكر لا تزلن موجودات ولديهن محاكم أيضاً ضمن مخيم الهول، يقمن من خلالها بإصدار أحكام لمحاكمة النساء اللواتي يتراجعن، سواء بالقتل أو التعذيب، والأكثر خطورة من ذلك هو الفتيات الصغيرات اللواتي يتم تزويجهن من قبل عوائلهن لأطفال لا تبلغ أعمارهم الـ 12 عاماً، وتسعى العوائل والنساء من خلال تزويج أولادهن إلى زيادة عدد الأطفال وتكاثرهم ليتم تربيهم على فكر داعش”.
وأشارت إلى أن نساء داعش لديهن قناعة راسخة بالفكر الداعشي “تهاجم نساء داعش الصحفيات وتطلبن منهن الإيمان بإيديولوجية داعش وتقلن إن إسلامكم ليس إسلاماً حقيقياً إنما هو منحرف وعقيدتنا ستبقى راسخة في قلوبنا، وسنستمر ونتدرب ونعلن خلافتنا إن كان اليوم أو غداً”.
وفيما يخص أهمية محاكمة مرتزقة داعش المتواجدين في سجون شمال وشرق سوريا والذين يشكلون خطراً كبيراً على العالم أجمع ومناطق شمال وشرق سوريا خاصة كونهم متواجدين ضمنها، تقول سهام عموكا ” مخيم الهول كسجن الصناعة يعتبر قنبلة موقوتة أيضاً، فإذا انفجرت هذه القنابل ستكون كارثة ليس على مناطق شمال وشرق سوريا وحسب إنما على العالم بأكمله، التحالف والمجتمع الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية مسؤول عن ملف داعش في المنطقة لأن الإدارة الذاتية لا تملك الإمكانية الكافية لمتابعة أمور المخيمات والسجون، ولا تملك تقنيات واستخبارات كافية في هذا المجال”.
وأوضحت “التحالف الدولي يقدم الدعم من الناحية اللوجستية لمحاربة وحراسة داعش، ولكن ليس بالمستوى المطلوب، فالإدارة الذاتية بحاجة إلى أشياءً أكبر وأهم من الأسلحة لأننا بالتالي أنهينا داعش عسكرياً، ولكن الفكر الداعشي والحاضنة الاجتماعية والشعبية له لا تزال موجودة مع خلاياه النائمة، وبدورها تشكل خطورة كبيرة على المنطقة وعلى جميع دول العالم، لذا على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه داعش فلا يزال مواطني أكثر من 50 دولة أوروبية موجودون في مناطق شمال وشرق سوريا، وعلى تلك الدول أن تأخذهم وتحاكمهم في بلادها لتخفيف العبء عن الإدارة الذاتية، أو يتم إنشاء محكمة دولية على أراضينا لمحاكمة مرتزقة داعش”.
وفي ختام حديثها أكدت المنسقة في مجلس المرأة بشمال وشرق سوريا سهام عموكا أن ملف داعش يجب أن يكون ملفاً دولياً، وأن تتعاون كافة الدول لإيجاد حل لهذه القنبلة الموقوتة وهذا الملف الشائك والخطير، ولمحاكمة المرتزقة وإيجاد سبل ووسائل لإعادة تأهيل أطفالهم وإدماجهم في المجتمع، “الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية حاربت داعش بكل ما لديها من قوة وإمكانيات وقدمت أكثر من 11 ألف شهيد من أبناء وبنات شمال وشرق سوريا، لذا حان دور المجتمع الدولي ليقوم بالتزاماته ويسعى إلى إيجاد حل جذري لمشكلة داعش، وإننا كمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا نطالب المجتمع الدولي مرة أخرى بإنشاء محكمة دولية عادلة لهؤلاء المرتزقة”.