غضب روسي بعد رفض بريطانيا طلب موسكو عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن حول بوتشا

اتهمت روسيا بريطانيا باستغلال نفوذها كرئيسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك لهذا الشهر، ورفضها، بدعم من دول غربية، عقد اجتماع طارئ بطلب من روسيا حول الوضع في بوتشا مرتين خلال 24 ساعة الماضية.

وقال السفير الروسي للأمم المتحدة في نيويورك، فاسيلي نيبنزيا، إن الخطوة البريطانية، كما المساعي الأميركية لتقديم مشروع قرار في الجمعية العامة لتجميد عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، “سيكون لها تأثير… ولن تساعد في محادثات السلام الجارية بين الأوكران والروس“.

وجاءت تصريحات السفير الروسي خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إثر عدم استجابة بريطانيا، الرئيسة الحالية لمجلس الأمن لهذا الشهر، للطلب الروسي بعقد اجتماع حول بوتشا.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بريطانيا وعلى لسان سفيرتها، باربارا وودوارد، قالت إنها “لم ترفض عقد الاجتماع، لكنها دمجته في اجتماع آخر حول أوكرانيا الثلاثاء”. وسبقت تصريحات السفيرة البريطانية المؤتمر الصحافي لنظيرها الروسي. كما جاءت تصريحاتها في سياق ردها على أسئلة صحافية حول الموضوع، خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة بمناسبة تولي بلادها رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر.

وأضافت السفيرة البريطانية في هذا السياق: “شعرنا جميعاً بالفزع من الصور التي كانت تصلنا خلال نهاية الأسبوع من بوتشا، وكان هذا جزءاً من تفكيرنا لعقد اجتماع الثلاثاء. صحيح أن الروس اتصلوا بنا، الأحد، طالبين عقد اجتماع وطلبوا أن يتم ذلك اليوم (الإثنين)؛ ولكن الأمر حول تحديد موعد الاجتماع متروك للرئاسة، وبما يتماشى مع القواعد، جمعنا هذين الاجتماعين معاً، وخلال أقل من 24 ساعة إضافية، ونرى أننا بهذا استوفينا طلب الروس”. لكن روسيا ترى أن دمج الاجتماعين سيعني تحويل التركيز عن بوتشا.

واستهل السفير الروسي مؤتمره الصحافي قائلاً: “ما حدث أمس واليوم، لا يصدق. لا يمكن تصوره، لقد حرمنا من جلسة مجلس الأمن الطارئة التي طلبناها من الرئاسة البريطانية. لقد استجبت عندما كنت رئيساً لمجلس الأمن، لعقد اجتماعات طارئة حول العديد من القضايا وفي أوقات مختلفة بالليل وعطلات نهاية الأسبوع، بما في ذلك أيام العطلات الرسمية هنا في الولايات المتحدة، ولم نعارضه أبداً”. مضيفاً: “إن هذا غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة”.

يشار في هذا السياق إلى أن روسيا، وخلال رئاستها لمجلس الأمن في شهر فبراير/شباط، استجابت لجميع طلبات الدول الغربية لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن حول أوكرانيا، بما فيها أيام الأحد (عطلة نهاية الأسبوع)، وفي ساعات متأخرة من الليل، بعضها بدأ في التاسعة مساء بتوقيت نيويورك. وفي هذا السياق، تبدو الخطوة البريطانية غير اعتيادية (بريطانيا لا تراها على هذا المنوال) حيث تحاول الدول التي تترأس مجلس الأمن في الغالب تيسير تلك المطالب حتى لو لم ترقْ لها.

وبحسب الروس، فإنهم تقدموا بطلب مرتين، والرفض البريطاني جاء في المرة الثانية بشكل أحادي. وشدّد السفير الروسي على أن بلاده تقدمت بطلب لعقد اجتماع الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت نيويورك، قبل 24 ساعة من الموعد المحدد، بما يتوافق مع القواعد الإجرائية لعقد الجلسات الطارئة في مجلس الأمن.

وأضاف: “دعمت دول غربية أخرى الموقف البريطاني، ومن بينها الولايات المتحدة وفرنسا والنرويج وألبانيا. لقد حاولوا اختلاق أعذار مفادها أن الاجتماع يجب أن يتم عقده الثلاثاء. السفيرة البريطانية مستمرة في الادعاء (خلال المؤتمر الصحافي) أنهم أرادوا عقد الاجتماع الثلاثاء لكي تتمكن الأمم المتحدة من تقديم إحاطتها، وهذا كذب، لأننا لم نعارض أبداً أن يقدم أي شخص من الأمم المتحدة إحاطته في الاجتماع الطارئ الذي طلبناه مساء الإثنين. (صحيح) أننا لم نطلب إحاطة من الأمم المتحدة؛ ولكن هذه مهمة أصلاً موكلة لرئاسة المجلس، ويمكنها القيام بها”.

وأضاف نيبنزيا: “على حد تعبيرهم، لا تعتقد المملكة المتحدة أن الوضع في بوتشا يستدعي اهتماماً فورياً من مجلس الأمن. هذا قرار أحادي الجانب لرئاسة المملكة المتحدة وليس قرار أعضاء المجلس، يمكنكم أن تروا بوضوح الآن ما يعنيه النظام القائم على القواعد الذي تروج له المملكة المتحدة والدول الغربية الأخرى على أرض الواقع”. مضيفاً أن بلاده لم توافق على دمج اجتماعين معاً، أي الاجتماع المفترض عقده صباح الثلاثاء حول الوضع الإنساني، والاجتماع حول بوتشا الذي طلبته روسيا.

ونفى نيبنزيا أن تكون بلاده وجيشها قد ارتكبا فظائع حرب في بوتشا، مدعياً أن هذه حملة أوكرانية بدعم من الدول الغربية تهدف إلى تشويه الحقائق. وقال إن بلاده “ستقدم الأدلة التي تدحض الادعاءات والتزوير الذي تقوده كييف، والدول الغربية الداعمة لها”. مؤكداً أن بلاده طلبت عقد الاجتماع الطارئ لنقاش الأوضاع في بوتشا لتلك الأسباب بالضبط، أي الادعاء أن الصور الواردة مزورة. ثم ادعى أن الإعلام الغربي وكذلك الأوكراني انشغل منذ الإثنين بالحديث عن “فظائع ارتكبتها روسيا في بوتشا”.

وعرض السفير الروسي خلال المؤتمر الصحافي شريط فيديو لرئيس بلدية بوتشا بعد الانسحاب الروسي، يعبر فيه عن فرحته بانسحاب القوات الروسية دون أن يتحدث عن أي فظائع ارتكبتها روسيا، كما لفت الانتباه إلى تصوير لقنوات وأشخاص مختلفين للمدينة بعد الانسحاب الروسي، لا يُظهر وجود جثث في شوارع المدينة أو ارتكاب الفظائع. وادعى أن تلك الفيديوهات مفبركة وظهرت بعد أيام من الانسحاب الروسي من المدينة.

ومن المقرر أن يحضر اجتماع اليوم الثلاثاء، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي سيخاطب المجلس بكلمة عبر الفيديو، كما سيحضر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، حيث سيطلع غريفيث المجلس على آخر المستجدات في مساعيه للتوصل لهدنة إنسانية ووقف الأعمال العدائية في أوكرانيا ..بحسب صحيفة العربي الجديد