طرد نحو 200 دبلوماسي روسي من أوروبا خلال 48 ساعة
بعد قيام فرنسا وألمانيا بطرد دبلوماسيين روس، الاثنين، طردت إيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا بدورها عشرات الدبلوماسيين الروس الثلاثاء، ما يمثل مزيداً من تدهور العلاقات مع موسكو بعد اكتشاف مجازر نُسبت إلى القوات الروسية قرب كييف.
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بدوره تصنيف عدد من الدبلوماسيين الروس العاملين مع مؤسسات أوروبية “أشخاصاً غير مرغوب بهم” لقيامهم بـ “أنشطة تتعارض”مع وضعهم الدبلوماسي، دون أن يكشف عن موعد طردهم.
وقررت إيطاليا طرد ثلاثين دبلوماسياً روسياً لأسباب تتعلق بـ”الأمن القومي”، و “يأتي هذا الإجراء بالاتفاق مع شركائنا الأوروبيين والأطلسيين” على ما أوضح رئيس الوزراء ماريو دراغي، الثلاثاء، مشيراً إلى أن بلاده تدعم “عن اقتناع” حزمة العقوبات الجديدة التي قدمتها المفوضية الأوروبية الثلاثاء.
كما أعلنت رومانيا، الثلاثاء، أن عشرة من موظفي السفارة الروسية في بوخارست “أشخاص غير مرغوب بهم”، واستدعت وزارة الخارجية الرومانية السفير الروسي في بوخارست، فاليري كوزمين، و”جددت إدانتها الحازمة للجرائم التي ارتكبت في بوتشا وفي أماكن أخرى في أوكرانيا والتي تتحمل روسيا مسؤوليتها”.
وأعرب الغربيون عن غضبهم نهاية الأسبوع الماضي بعد العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا شمال غرب كييف، عقب انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة. ومن جهتها نفت روسيا “قطعاً” تورطها، منددةً بصور “مفبركة”، تهدف إلى تشويه صورة الجنود الروس.
وعقب ورود أنباء عن العثور على القتلى في بوتشا، أعلنت ليتوانيا طرد السفير الروسي “رداً على العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا، التي تتمتع بالسيادة، والفظائع التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية”.
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، انالينا بيربوك، في اليوم نفسه طرد بلادها لـ”عدد كبير” من الدبلوماسيين الروس في برلين. وأفادت معلومات تلقتها وكالة فرانس برس أن عددهم يصل إلى أربعين، وبعد دقائق، أعلنت فرنسا طرد 35 دبلوماسياً روسياً “تتعارض أنشطتهم مع مصالحها”، بحسب مصدر مقرب من وزارة الخارجية الفرنسية، موضحةً أن “هذا الإجراء جزءٌ من نهج أوروبي”.
كذلك أعلن وزير الخارجية الدنماركي ييبي كوفود، صباح الثلاثاء، أن بلاده قررت طرد 15 دبلوماسياً روسياً “قاموا بأنشطة تجسس على الأراضي الدنماركية”. وأعلنت السويد، الثلاثاء، طرد ثلاثة دبلوماسيين روس، ثم قررت إسبانيا طرد نحو 25 دبلوماسيًا روسيًا “بمفعول فوري” لأنهم يشكلون “تهديداً لمصالح البلاد”.
أعرب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عن غضب مدريد من “المشاهد المروعة” في بوتشا، مشيراً إلى أن السفير الروسي في مدريد باقٍ للمحافظة على الحوار مفتوحاً لأننا “لا نفقد الأمل في توقف حرب بوتين”.
وقررت سلوفينيا الثلاثاء طرد 33 دبلوماسياً روسياً، واستونيا 14، كما استدعت سلوفينيا السفير الروسي لإبلاغه بـ “صدمتها إثر مقتل مدنيين أوكرانيين”، واستدعت للتشاور سفيرها في موسكو، برانكو راكوفيتش، بينما أغلقت إستونيا، من جانبها، القنصلية العامة والمكاتب القنصلية. وبذلك يصل عدد الدبلوماسيين المطرودين من أوروبا خلال 48 ساعة إلى نحو 200.
وفي 29 آذار/مارس، أعلنت بلجيكا طرد 21 شخصاً يعملون في السفارة والقنصلية الروسيتين خلال مهلة 15 يوماً، للاشتباه بضلوعهم “في عمليات تجسس تهدد الأمن القومي”. وفي اليوم نفسه، قررت هولندا طرد 17 شخصاً “معتمدين كدبلوماسيين في البعثات الروسية في هولندا” لكنهم “ينشطون بشكل سري كضباط استخبارات”، وفي 23 آذار/مارس، أعلنت بولندا على لسان وزير الداخلية، ماريوس كامينسكي، طرد “45 جاسوساً روسياً ينتحلون صفة دبلوماسيين”.
في المقابل ندّد الكرملين الثلاثاء بـ “ضيق البصيرة” الأوروبية، وقال دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في تصريحات إعلامية “هو أمر مؤسف، فالحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة” ينمّ عن “ضيق بصيرة من شأنه أن يعقّد أكثر” العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وحذر من أن “ذلك سيؤدي حتماً إلى إجراءات انتقامية”.
(فرانس برس)