الحرب الروسية في أوكرانيا تُعبِّد طريق التمدد الإيراني في سوريا
تحركات عسكرية لافتة للفصائل المسلحة التابعة لإيران في سوريا، على خلفية الحرب الطاحنة بين روسيا وأوكرانيا، التي جعلت الطريق معبدة، لترسيخ نفوذ إيران وتمددها أكثر فأكثر داخل الأراضي السورية.. لكن ذلك يعتبر خطاً أحمر لإسرائيل بحسب ما يرد في معظم خطاباتها.
عشرات الشاحنات المحملة بالسلاح والذخائر وصلت إلى مناطق انتشار الفصائل التابعة لإيران خلال الأيام القليلة الماضية قادمة من العراق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنها تتجه نحو مطار دير الزور شرقي سوريا، بحمولات من الأسلحة المتطورة، بما فيها صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع، بالإضافة لمعدات لوجستية.
تعزيزات ترافقت مع انسحاب كامل أجرته القوات الروسية، من مطار تدمر العسكري بريف حمص الشرقي، باتجاه مطار التيفور، وسط سوريا، إلى جانب تحركات إيرانية، شملت نقل أسلحة، ناهيك عن تحويل اللواء سبعة وأربعين في جبل معرين بريف حماة، إلى قاعدة عسكرية خاصة بـ “فيلق القدس” الإيراني.
التراجع الأمريكي الواضح في الشرق الأوسط وانشغال روسيا في حربها بأوكرانيا، عاملان رئيسان سيمنحان طهران بحسب مراقبين، الفرصة لزيادة نفوذها والتوغل أكثر ضمن الأراضي السورية، مستفيدة كذلك من التخلص من شبح عقوبات أمريكية كان يطاردها، ضمن شروط اتفاق نووي جديد مع القوى العالمية الكبرى، ربما يتم الإعلان عنه قريباً.
ولعل زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى قاعدة حميميم ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد، قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من زيارات سورية إيرانية متبادلة، بين مسؤولين أمنيين وسياسيين، ما هو إلا مؤشر على وجود اتفاق بين الأطراف الثلاثة، يرجح خبراء السياسة، أنه يتعلق بتقاسم مناطق النفوذ والحصص وفق التغيرات المحتملة القادمة.
ورغم استبعاد البعض فرضية ترك روسيا الميدان السوري لطهران بشكل طوعي، إلا أنّ تداعيات التحركات الإيرانية، أثارت وفق وسائل إعلام إسرائيلية، قلقاً كبيراً لدى تل أبيب، التي كثفت من هجماتها الجوية والصاروخية على المواقع العسكرية التابعة لإيران داخل سوريا، حيث تم توثيق عشر ضربات إسرائيلية، منذ مطلع العام الجاري.
تغيرات عسكرية ربما تشكل نقطة تحول، قد تتبلور خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة، فيما يخص الصراع الإسرائيلي الإيراني داخل الأراضي السورية، ما قد يسفر، عن تطورات من شأنها أنّ تضع قواعد جديدة وتفرز نتائج مفتوحة على كافة الاحتمالات.
