انتقدت تركيا القرار الأميركي بشأن الاستثناءات والإعفاءات من العقوبات الواردة في قانون حماية المدنيين في سوريا المعروف باسم «قانون قيصر» في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمال البلاد، معتبرة أنه نوع من الدعم وإضفاء الشرعية على «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف لديها تنظيماً إرهابياً.
واعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن الاستثناءات الأميركية من العقوبات على سوريا هي محاولات لشرعنة «الوحدات» الكردية التي وصفها بالتنظيم الإرهابي. ولفت جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية، كريستوف لوتوندولا، عقب مباحثاتهما في إسطنبول أمس (الجمعة)، إلى أن الإعفاءات الأميركية من عقوبات «قانون قيصر» بخصوص بعض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام جاءت بشكل انتقائي، وتنطوي على «تمييز»، موضحاً أنه ليس هناك معيار موضوعي فيما يخص الاستثناءات من العقوبات.
وأضاف الوزير التركي أن الولايات المتحدة لا تريد إبداء مرونة بخصوص العقوبات على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، لكنها في الوقت ذاته تتصرف بانتقائية حيال المناطق الخارجة عن سيطرته.
وكانت الخطوة الأميركية، التي أعلن عنها أول من أمس، متوقعة في الأوساط الغربية منذ أشهر، إلى أن تم الإعلان عنها رسمياً من جانب وزارة الخزانة الأميركية التي نشرت التفويض على موقعها على الإنترنت، حيث يسمح بالأنشطة في 12 قطاعاً اقتصادياً في المناطق الخاضعة للحماية الأميركية في شمال شرقي سوريا، وأجزاء من شمال وشمال غربي البلاد. ولا يمتد التفويض إلى قطاع النفط، الذي يقع معظمه في الشمال الشرقي، وهو مصدر للدخل للإدارة الذاتية الكردية.
ويسمح القرار الأميركي للشركات الأجنبية بالاستثمار في قطاعات مثل الزراعة والاتصالات والخدمات الصحية والتعليم، كجزء من جهد أوسع لتحقيق الاستقرار في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش» في السابق، وذلك ما يسري على مناطق في «درع الفرات» و«نبع السلام» التي تسيطر عليها تركيا والفصائل السوري الموالي لها، ما عدا منطقة عفرين بريف حلب ومحافظة إدلب المجاورة.
واتهم جاويش أوغلو الولايات المتحدة بإبداء المرونة تجاه المناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن الاستثناءات تشمل المنطقة التي طهرتها تركيا من تنظيم «داعش» الإرهابي، لكنها لا تشمل مناطق تم تطهيرها من «الوحدات» الكردية مثل عفرين بريف حلب شمال غربي سوريا.
ADARPRESS