استثنت الولايات المتحدة الأمريكية مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من عقوبات قانون قيصر، وسمحت لدخول الاستثمارات الأجنبية الدولية والاقليمية، فهل سيكون لهذا الاستثناء فائدة لابناء مناطق الإدارة الذاتية، وهل سوف يساهم في بناء بنى اقتصادية تنعش اقتصاد هذه المنطقة لتعود بالفائدة على أبنائها بعد أن اهلكتها الحرب السورية لسنوات.
تعليقا على ذلك، تحدث لموقع” آداربرس” الباحث الاقتصادي الكردي وعضو جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا، خورشيد عليكا، قائلا:” إن الاستراتيجية الأمريكية تقتضي حاليا إلى إرساء الاستقرار في شمال شرق سوريا ودعم مسألة إعادة الأعمار وخاصة في المناطق المحررة من داعش وكما ستخصص الولايات المتحدة هذا العام ما قيمته 350 مليون دولار لدعم إعادة الأعمار في المناطق التي تم تحريرها من داعش ولتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة”.
أكد:”أن هذه الاستثناءات الخاصة ورفع العقوبات عن بعض المناطق تعني أن شمال شرق سوريا منطقة هامة وأن الكرد ومكونات المنطقة حلفاء رئيسيين للغرب وإن هذه المنطقة ستكون بوابة الحل السياسي لسوريا المستقبل، كما انه كلما ازداد الاستقرار الأمني والسياسي في هذه المنطقة ذلك يعني بأنه نجاح للغرب وللإدارة الذاتية الديمقراطية ولقسد من أجل إبداء مزيد من الضغط على الحكومة السورية للجلوس على طاولة الحوار في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الكارثية التي يعيش فيها المقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية”.
وأما عن تأثير هذا الاستثناء على مناطق الإدارة الذاتية والسماح للاستثمارات الاجنبية، قال:” هذا الأمر يعني أن الشركات الأجنبية والشركات الإقليمية التي تنوي الاستثمار في المنطقة تحت رعاية أمريكية ورعاية قوات التحالف الدولي ضد داعش وبالتنسيق مع الإدارة الذاتية الديمقراطية ستكون غير خاضعة لعقوبات قانون قيصر والعقوبات الأمريكية والأوروبية ويتطلب ذلك من الإدارة الذاتية إصدار قانون للاستثمار من أجل حماية المستثمرين وممتلكاتهم فبدون وجود قانون يحمي حقوق وملكيات المستثمرين من الصعب جدا أن يكون هناك استثمار حقيقي وهذا يعني بلا شك أن إذا تم الاستثمار فأنه سيكون، على شكل استثمار في القطاع الزراعي ومشاريع الري وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي وحماية الثروة الحيوانية مع ضخ الاستثمارات والتمويل في المنطقة،
وفرصة للبدء بمشاريع دعم البنية التحتية وخاصة مشاريع الكهرباء التي تحتاج إلى تمويل واستثمار بأموال ضخمة من أجل تحقيق توفير الكهرباء للمستثمرين وللشعب”.
أردف:” ومن جهة أخرى سوف يكون باب لايجاد فرص عمل لعشرات الآلاف من المقيمين المنطقة وسوف يؤمن حياة كريمة للجميع”.
نوه، في ختام حديثة الباحث الاقتصادي الكردي، خورشيد.عليكا، قائلا:” هذا ومن الصعب جداً التكهن بآثار قريبة ومباشرة جداً لهذا الاستثمارات لأن المنطقة تعاني من الجفاف وتراجع كبير في القطاع الزراعي وتوقف شبه كامل لعجلة الإنتاج وكما أن البنية التحتية شبه مدمرة والتهديدات التركية ما زالت مستمرة ضد الكرد الأمر الذي يهدد مكونات المنطقة ويهدد الاستثمار والمستثمرين فيها، إلى جانب وجود الخلايا النائمة لداعش والتي تنشط هنا وهناك في المناطق التي تم تحريرها من داعش وكذلك النظام السوري الذي بدأ يلعب دوراً أكثر سلبية في المنطقة عن طريق توتير أجواء المنطقة وتهديد الإدارة الذاتية، وطبعا سوف تستفيد الحكومة السورية من جانبها بشكل غير مباشر من الاستثمارات التي ستتم في شمال شرق سوريا باعتبار هذه المنطقة هي جزء من سوريا وتتعامل بالليرة السورية ولكن المستفيد الأكبر هي الإدارة الذاتية وجميع مكونات المنطقة”.
آداربرس/ خاص