اعترف المرتزق عبد الله إسماعيل أحمد، أحد أخطر متزعمي مرتزقة داعش، والمسؤول عن جميع العمليات الإرهابية في مدينة الحسكة وأريافها، أكبرها الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة، أنهم كانوا يتلقون التعليمات من غرف العمليات الموجودة في الداخل التركي التي تدار من قبل الاستخبارات التركية (MİT)، وأكد أن تحرك قسد السريع أفشل جميع مخططاتهم.
وحسب ما جاء في اعترافاته؛ فقد التحق المرتزق عبد الله بداعش عام 2014 في منطقة الهول، وقام بالعديد من العمليات الإرهابية، حيث كان في البداية عنصراً يدير الأنشطة اللوجستية، ثم أصبح متزعماً لكتائب كانت مهمتها تقديم الذخيرة والطعام والمحروقات أثناء سير المعارك، ثم ترفّع إلى العمل الإداري في عدة مناطق. وأخيراً تزعم في منطقة الشعفة بدير الزور كتيبة تسمى “البتّار” والتي كانت تنقسم إلى قسمين، ومن مهامها الاقتحام والحراسة.
بعد إنهاء داعش جغرافياً في معارك الباغوز التي كانت آخر معقل يسيطرون عليه، اعترف المرتزق عبد الله بالعمل في المجال الاقتصادي والتمويل إلى أن رفّعه ما يسمى “بالوالي” إلى إدارة العمليات التي تعمل على القيام باستهدافات في منطقة الحسكة، ومن خلال المعلومات التي أقرّ بها المرتزق عبد الله فإن ما يسمى “بالوالي” شخص يدعى عبد العزيز، وهو موجود في المناطق التي تحتلها تركيا في مدينتي سرى كانيه وكري سبي ويعمل بالتنسيق مع غرف عمليات تديرها الاستخبارات التركية (MİT).
إيصال الهاربين من سجن الصناعة إلى المناطق المحتلة من قبل تركيا
وعن العملية التي شنها مرتزقة داعش على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة في شهر شباط الماضي، اعترف المرتزق عبد الله أن هذه العملية كانت سرية للغاية، والتعليمات التي كانت تأتي من الوالي الموجود في المناطق التي تحتلها تركيا، كانت تنص على إخراج ومساعدة الهاربين من السجن وإيصالهم إلى أماكن آمنة، ثم إلى مناطق سرى كانيه وكري سبي.
وعلى الرغم من الإصرار الكبير للمدعو عبد العزيز، الملقب بالوالي، ومحاولات المرتزق عبد الله أحمد ومجموعاته الإرهابية الوصول إلى الهاربين؛ إلا أنه أكد أن إحكام قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على تلك المنطقة، وعلى الوضع بشكل عام منعهم من الوصول إلى الهاربين.
يقول المرتزق عبد الله إنه تلقى معلومات من المدعو عبد العزيز بوجود بعض مرتزقة داعش الهاربين في حي غويران، بالقرب من أحد المساجد، فتواصل معهم وحاول مع مجموعته الوصول إليهم، لكنهم فشلوا بسبب الوجود الكبير لقوات سوريا الديمقراطية ، ثم وصلتهم الأخبار بأن تلك المجموعة الهاربة حوصرت وقتلت على يد قسد بعد الاشتباك معها.
يذكر المرتزق عبد الله في اعترافاته أن مرتزقة داعش كانت لديهم أهداف رئيسة من هذا الهجوم، أهمها؛ إخراج أشخاص معيّنين من السجن، وهم متزعمون من الصف الأول، وكذلك بث الذعر والخوف في نفوس أهالي المنطقة، ثم السيطرة على مدينة الحسكة بشكل كلي وإعلانها كمركز خلافة جديد لهم. وبعد السيطرة عليها؛ البدء بالتقدم والسيطرة على مناطق أخرى واستعادة قوة داعش، معتمدين على العدد الكبير للمرتزقة الموجودين في السجن حال خروجهم. وكلها أهداف لإحياء ما تسمى “الدولة الإسلامية” وبقوة جديدة.
يقول المرتزق عبد الله إن مرتزقة داعش جمعوا جميع عناصره، وطلبوا المؤازرة من جميع المناطق لإنجاح هذه المهمة.
تحرك قسد السريع أفشل مخططهم
ويؤكد مرة أخرى أن تحرك قوات سوريا الديمقراطية السريع وسيطرتها على الوضع أفشل جميع تلك الخطط.
اعترف المرتزق عبد الله أنه زوّد مرتزقة داعش بالأسلحة في مخيم الهول، حيث تلقى من المدعو عبد العزيز والمخابرات التركية مسدسات وكواتم صوت وقام بإرسال هذه الأسلحة إلى العناصر التي تنشط في مخيم الهول للقيام بعمليات قتل وابتزاز داخل المخيم.
أعلن داعش عبر منصاته الإعلامية عن شن عمليات إرهابية واسعة النطاق في 17 نيسان، تحت مسمى الثأر لقائديه (أبو بكر البغدادي وقرداش) اللذين قتلا بعمليات للتحالف الدولي في مناطق تعتبرها تركيا مناطق آمنة وتحت سيطرتها وسيطرة فصائل تتبع لها.
التجهيز للعمليات….
ثم يتحدث المرتزق عبد الله أحمد عن التجهيز لهذه العمليات وكيفية الاستعداد لها قائلاً:
“تلقينا تعليمات من المدعو عبد العزيز بالتجهيز والبدء بالعملية التي تهدف إلى استنزاف قوات قسد، وقمنا بتجهيز الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة. كما أمنّا الكاميرات لتوثيق العمليات التي سنقوم بها. هذه العمليات تقوم بها ثلاث مجموعات، وكل مجموعة تضم عنصرين، وتسلم لها بنادق وعبوات ناسفة وكذلك الكاميرات المجهزة مسبقاً.
المجموعة الأولى تعمل على رصد الطريق الواصل بين الحسكة ودير الزور (الخرافي) وتقوم باستهداف أي تحرك لسيارات قوات سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية.
وتعمل المجموعة الثانية داخل مدينة الحسكة وتستهدف العربات والنقاط العسكرية. أما الأخيرة فتكون متنقلة في مدينة الشدادي وأريافها وتقوم باستهداف النقاط والأفراد والعربات التي تتبع للقوات العسكرية بشكل عام.
كما اعترف المرتزق عبد الله أحمد بورود تعليمات من الوالي عبد العزيز باستهداف شخصيات معينة بالاسم، وعلى هذا الأساس يتحرك هو ومجموعته للقيام بالعملية.
وثائق تثبت العلاقة مع غرف عمليات في الداخل التركي
ألقي القبض على المرتزق عبد الله إسماعيل أحمد بتاريخ الـ 14 من نيسان الماضي، في عملية محكمة لقوات سوريا الديمقراطية، وكان بحوزته العديد من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة المعدّة للتفجير. كما أظهرت التحقيقات والوثائق أنه يعمل مع غرف العمليات الموجودة في الداخل التركي التي تدار من قبل الاستخبارات التركية.
هذا وقد أفشلت عملية إلقاء القبض عليه جميع تلك الخطط الإرهابية التي كانت ستضر بأمن المنطقة وأهلها.
ADARPRESS #