ماذا يريد أردوغان من سوريا؟
سيهانوك ديبو
جواب هذا السؤال بات بالمدرك الملموس ليس من قبل السوريين وحسب؛ إنما من قبل جميع البلدان التي بات فيها متدخلاً/ غازياً/ محتلاً ومن دون أدنى مسند شرعي.
لكن سوريا بالنسبة لأردوغان -إلى درجة كبيرة العراق أيضاً- هي نقطة الانطلاق الأهم. كيف؟
يُعَّد أردوغان من المساهمين الأساسيين في إيصال الأزمة السورية إلى حالة الانسداد الكلية الحاصلة في العملية السياسية السورية الآن. وفي الوضع الصعب غير الإنساني الذي يعاني منه السوريين الآن: تهجيراً وفقراً وتشريداً. كما تعد تركيا الأردوغانية الأكثر إتجاراً بملف النازحين المهجرين السوريين.
اللحظة:
يبغي في هذه اللحظة الحرجة على العالم والمنطقة إعادة مليون لاجئ سوري ساهم في اقتلاعهم من جذورهم وأماكنهم إضافة إلى جماعات غير سوريّة؛ بهدف وكمحاولة جديدة في تغيير التركيبة الديمغرافية وفرض واقع إداري جديد على مختلف مناطق شمال سوريا وبالتالي تكريس الاحتلال لمناطق من سوريا.
يعني:
يعني كما حال العثمانية فإن ما يعَّد ليست سوى سلسلة تمارس فيها جرائم التطهير العرقي ضد السريان الآشوريين والأرمن وعموم المسيحيين، وإبادة الإيزيديين وعموم الكرد، وأيضاً العرب. في مرامي واضحة منه ومعلنة بأن يتم توطين جماعات جهادية بدلاً منهم، وتحويل هذه المناطق إلى نقطة انطلاق جديدة لهجومات جديدة فاحتلالات جديدة.
كما أن أحد أهم أهدافة في المدى المتوسط ابقاء داعش والنصرة -العصا الغليظة لتنفيذ مشاريع أردوغان- باقية لا تنتهي. وهنا من المهم لفت الأنظار إلى أن عيون أردوغان وقلبه وعقله على محتجزي داعش في الهول.
إن واشنطن وموسكو ستتحملان المسؤولية الكبرى لأي غزو تركي جديد ضد مناطق شمال وشرق سوريا، كما يعد تأخير الحل السياسي وتمثيل صحيح للمؤثرين في العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254 الأرضية المهيئة لكل غزو وتدخل حتى انهاء سوريا وتفتيتيها.
تركيا الأردوغانية تشكل اللحظة الخطر الأكبر على السلم والأمن العالمي. ومن يعوّل على أردوغان يقف في الجهة الخاطئة من التاريخ. التعويل الذي لن يمر بدون أكلاف.