ندوة حوارية في حلب تبحث واقع المرأة في ظل الأزمة السورية
نظم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل بحلب، ندوة حوارية تحت شعار “قاومي.. نظمي.. حققي الحرية “، وذلك لبحث معاناة المرأة في ظل الأزمة السورية والانتهاكات التي ارتكبت بحقها.
أقيمت الندوة في صالة اجتماعات مجلس سوريا الديمقراطية الواقعة في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود، بمشاركة ممثلات عن التنظيمات النسائية وممثلات وممثلين عن الأحزاب السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب عدد من الشخصيات الاعتبارية.
الندوة بدأت بالوقوف دقيقة صمت، تلاها قراءة المحور الأساسي للندوة من قبل الإدارية في مجلس المرأة هناء كردوش.
لفتت هناء كردوش في بداية حديثها إلى قضية تنظيم المرأة من كافة المكونات في شمال وشرق سوريا لنفسها وتوحيد طاقاتها ورص صفوفها لنيل حقوقها وحريتها، وأدت المرأة دوراً ريادياً خلال أحد عشر عاماً من عمر الأزمة السورية بعد مرحلة تحرير المنطقة من مرتزقة داعش.
الناشطات أكثر عرضة للتعنيف المباشر
وأشادت هناء كردوش بانتصارات المرأة، قائلة: “تتالت انتصارات المرأة رغم جميع الصعاب التي مرت بها واستمرار الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق النساء في المناطق التي يحتلها في شمال وشرق سوريا من جرائم قتل، واغتصاب، وخطف واغتيال النساء والإتجار بهن، وإبادتهن ثقافياً وسياسياً على كافة الصعد، وهذا كله لدور المرأة البارز والفعال والذي بات واضحاً وجليّاً لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية”.
فيما سلطت هناء الضوء على الواقع الاجتماعي العنيف الذي أفرزته الأحداث الدامية والعسيرة في سوريا وأثرها على المرأة تأثيراً مضاعفاً مما جعلها تعاني من تحديات اجتماعية وسياسية جعلتها أكثر عرضة للتعنيف والاستغلال وهدفاً للجهات المعادية.
هذا وأشارت هناء كردوش إلى استهداف النساء الناشطات في المجتمع المدني والعاملات في المجال السياسي والعسكري بشكل أكبر، قائلة: “هن أكثر عرضة للعنف المباشر وغير المباشر، والأمر الذي سهل للاحتلال التركي وأي أجندات خارجية أخرى استهداف الطليعيات في النضال والقائمات على أعمالهن ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية وفي كافة مجالات الحياة”.
ظاهرة تزويج القاصرات
تلا ذلك فتح باب النقاش أمام المشاركات والمشاركين لإبداء آرائهم بهذا الصدد، ومن بين المداخلات مداخلة القابلة القانونية نها الراعي، التي لفتت الانتباه إلى خطورة الزواج المبكر وتزويج القاصرات على المجتمع ككل وآثاره السلبية، وأسبابه المتعلقة بالعادات والتقاليد التي وصفتها بالبالية.
وقالت في هذا الصدد: “ازدادت هذه الظاهرة نتيجة لوجود الذهنية الرجعية في ظل حكم داعش الإرهابي وما قبل، إلى جانب ذلك تعمق الذهنية الذكورية والعادات والتقاليد والأحكام غير العادلة التي أدت إلى تزويج الفتيات في سن مبكرة وبأساليب غير شرعية وغير إنسانية حيث نتج عن هذه الظاهرة موت بعض الفتيات لضعف البنية الجسدية والنفسية وعدم تحملها للمسؤولية وهذا ما زاد نسبة الطلاق لعدم التفاهم وتقبل بعضهم البعض”.
من جهتها، قالت عضوة مجلس المرأة السورية ريهام محمد، إن جرائم القتل التي ترتكب سواء في مناطق سيطرة حكومة دمشق أو المناطق التي تحتلها تركيا والمرتزقة التابعين لها لا يتم فيها محاسبة قاتل أخته أو زوجته أو حتى أمه، تحت مسميات وذرائع مختلفة.
وذكرت ريهام محمد العديد من الأمثلة على جرائم قتل ارتكبت في تلك المناطق بداعي الحصول على “ميراث العائلة يتهم فيها الأخ أخته بشرفها لقتلها وقضم حقها من الميراث”، داعية في نهاية حديثها إلى سن قوانين جديدة في سوريا، تجرم كل من تسول له نفسه قتل نفس ومحاربة الذهنية الذكورية.
“لا لقتل المرأة، لا للعنف الممارس بحقها”
إلى جانب ذلك، تحدثت العديد من المشاركات والمشاركين عن مواضيع عديدة أخرى منها؛ ظاهرة الانحلال الأخلاقي، مشيرين إلى السبب الكامن وراءها بحسب رأيهم “أسباب اقتصادية، ولكن الهدف منها هو انتهاج حرب خاصة ضد المجتمع.
في نهاية الندوة شددت المشاركات والمشاركون على “ضرورة رفع مستوى الوعي لدى النساء؛ لأن المرأة هي الحياة فعندما تقتل المرأة تقتل الحياة، لا لقتل المرأة، ولا للعنف الذي يمارس ضدها، فلنناضل سوياً من أجل مجتمع تسوده المحبة والوئام”.