رجال دين في إقليم كردستان يدعون إلى وحدة الصف الكردي ودعم شمال وشرق سوريا في مواجهة التحديات

في تصريحات أدلى بها العديد من العلماء في إقليم كردستان، أكدت الشخصيات الدينية ضرورة دعم شمال وشرق سوريا، مؤكدين أن الوحدة بين الأجزاء الأربعة هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المستمرة التي يواجهها الكرد على مر العصور. وقال الشيخ طائر علي، مدير أوقاف شارزور في إقليم كردستان، في حديثه “لقد تعرض الشعب الكردي في جميع أنحاء كردستان للظلم والاضطهاد على مر العصور. اليوم، نجد أنفسنا في مواجهة تحديات أكبر من أي وقت مضى، ولهذا السبب يجب أن نتحد، وأن نقف معًا ضد كل محاولات تقسيمنا، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي.”
وأضاف الشيخ علي أن المعركة التي يخوضها الكرد ليست فقط ضد الأنظمة القمعية، بل هي أيضًا معركة ضد التشويش على الهوية الكردية في جميع أجزاء كردستان. وأوضح أن هناك حاجة إلى وقفة جادة بين جميع الأجزاء الكردية لضمان استقلالية القرار الكردي وتحقيق مطالب الشعب الكردي في الحرية والعدالة.
أهمية وحدة الصف الكردي في الأوقات العصيبة
وفيما يخص الأوضاع السياسية في إقليم كردستان، أشار الشيخ طائر علي إلى أن ما يواجهه الإقليم اليوم يتطلب درجة عالية من التفاهم والتعاون بين جميع الأطراف الكردية. وقال: “الظروف التي يمر بها الإقليم تتطلب توحيد الصفوف بين القوى السياسية الكردية. لا يمكننا السماح بتفريق صفوفنا في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى هذه الوحدة.”
وأكد على أهمية الانتباه إلى المخاطر التي تهدد استقرار المنطقة، مثل التهديدات المستمرة من القوات التركية في شمال كردستان، بالإضافة إلى الأزمات الأمنية والسياسية التي تواجه كردستان في سياق الصراع الدائر في سوريا والعراق.
كما تحدث الشيخ عبد الحميد فرج، عالم دين آخر من مدينة حلبجة، عن الأوضاع في شمال وشرق سوريا، وقال في حديثه: “نحن نعلم أن الشعب الكردي في سوريا يعاني من وضع صعب للغاية في مواجهة الهجمات المستمرة من قبل القوات التركية والجماعات المسلحة المدعومة من تركيا. على الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الكرد في سوريا، إلا أن الوضع لا يزال معقدًا، ويجب أن يتكاتف الجميع لدعمهم.”
ودعا فرج إلى زيادة الدعم الإنساني والمادي لشمال وشرق سوريا، مشيرًا إلى أن الأوضاع في تلك المنطقة لا تزال بحاجة إلى تحركات من قبل المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الكردي ضد الهجمات المتواصلة من القوى العسكرية التركية.
مستقبل كردستان “تحديات أمنية وسياسية”
تواجه كردستان تحديات أمنية كبيرة، حيث تتعرض المناطق الكردية في تركيا وسوريا لهجمات متواصلة من القوات التركية التي تسعى لتدمير أي تحركات كردية تتعلق بالاستقلال أو بالحكم الذاتي. كما أن الوضع السياسي في العراق ليس أفضل حالاً، حيث تصاعدت المطالبات بتعزيز استقلالية إقليم كردستان سياسيًا.
في هذه الأوقات العصيبة، لا يمكن لأي جزء كردي أن يقف بمفرده في مواجهة هذه التحديات. لذا فإن الوحدة بين الأجزاء الكردية الأربعة في مواجهة الهجمات العسكرية والتحديات السياسية تعد أمرًا بالغ الأهمية.
التوصيات والدعوات الموحدة
ختامًا، أكد كل من الشيخ طائر علي والشيخ عبد الحميد فرج على أهمية التنسيق والتعاون بين جميع أجزاء كردستان لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدين أن الوحدة الكردية هي الأساس لحماية حقوق الشعب الكردي، سواء في العراق أو سوريا أو تركيا أو إيران. ودعوا إلى توفير الدعم الإنساني والمادي لجميع المناطق الكردية، وخاصة روج افا التي تواجه أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل الهجمات المستمرة.
وأضاف الشيخ علي: “يجب أن يكون هدفنا المشترك هو تحسين وضع الشعب الكردي في كل مكان، وتعزيز حقوقنا في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد، والتأكد من أننا قادرون على بناء مستقبل أفضل لنا ولأجيالنا القادمة.”
