غارديان تكشف “تجارة سرية” بين أوروبا والحكومة السورية
الأموال المغمسة بالدم.. تجارة أوروبا السرية في الفوسفات السوري، عنوان تحقيق استقصائي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، كشفت خلاله تفاصيل تجارة سرية، بين أوروبا والحكومة السورية.
وأوضح التحقيق المعد بمشاركة منظمات وصحفيين من عدة دول، أن صادرات الفوسفات السوري الرخيص إلى أوروبا ازدهرت في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تمتلك أوروبا القليل من احتياطيات الفوسفات الخاصة بها.
واعتبرت الغارديان الفوسفات السوري، بمثابة شريان حياة اقتصادي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على حد قولها، كما أنها تمول الأوليغارشية الروسية الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد تم تتبع شحنات الفوسفات من مناجم الصحراء في سوريا إلى مصانع الأسمدة في أوروبا، بالاعتماد على تحليلات ووثائق مالية وبيانات تجارية من عشرات البلدان.
التحقيق كشف أنّ إسبانيا وبولندا وإيطاليا وبلغاريا بدأت مؤخراً باستيراد الفوسفات السوري، بينما كانت صربيا وأوكرانيا، اللتان تطبقان عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا كجزء من اتفاقياتهما مع الاتحاد، تعدان أيضا من كبار المشترين لهذه المادة.
وعن ألية العمل، كشف التحقيق أنّ عمالاَ سوريين يستخدمون الحافلات لنقل صخور الفوسفات من المناجم الترابية المنتشرة في المناطق الصحراوية المحيطة بتدمر وسط سوريا، فيما تتم حماية مناجم الفوسفات والقوافل المتجهة إلى ساحل البحر المتوسط، عبر متعاقدين أمنيين روس وسوريين.
وكانت الحكومة السورية قد سلمت في العام ألفين وثمانية عشر الشركة العامة السورية للفوسفات والمناجم، لشركة يملكها أحد الأوليغارش الروس، فيما فازت شركة روسية أخرى بعقود لتشغيل ميناء التصدير في طرطوس ومصانع الأسمدة الحكومية، مما أتاح لها التحكم في سلسلة توريد الفوسفات بأكملها في سوريا.