شكرا سيدي الرئيس وشكرا للمبعوث الخاص بيدرسون على الإيجاز وعملك الدؤوب لتشجيع العملية السياسية التي قد تنهي هذا الصراع. وأود أن أوجه شكرا خاصا للسيد الشغري على شهادته القوية اليوم. صعب علينا الاستماع إليها ولكن كان من المهم أن تصلنا الأصوات التي نقلتها إلينا. الرسالة الوحيدة التي آمل أن أوصلها إليك اليوم وهي الرسالة الوحيدة التي أستطيع نقلها هي أن الولايات المتحدة، وهي الدولة الفخورة باستقبالك بعد كل ما عانيت منه، تقف بحزم إلى جانب الشعب السوري.
تم تذكيرنا بالأمس بالحقائق الصارخة للرعب السائد في الصراع السوري من خلال رقم أصدرته الأمم المتحدة، ألا وهو 306887. هذا هو عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية الانتفاضة في آذار/مارس 2011 حتى نهاية آذار/مارس 2021. هذه ليست مجرد إحصائية مروعة بالنسبة إلينا جميعا. كان لهؤلاء الضحايا آمال وأحلام وهوايات وعائلات والكثير الكثير من الأحباء كما سمعنا للتو. يجب أن يصدمنا النطاق البشري للصراع وعلينا طبعا أن نضاعف جهودنا لإيجاد حل للأزمة.
تدعم الولايات المتحدة بشكل كامل الآلية الدولية المحايدة والمستقلة المعنية بسوريا والجهود المبذولة لضمان المساءلة عن كافة هذه الجرائم. ونحث على تعزيز الجهود من أجل تنفيذ كافة جوانب القرار الدولي رقم 2254، بما في ذلك معالجة قضية المفقودين والمحتجزين بشكل تعسفي. سيدي الرئيس، تشير الولايات المتحدة كل شهر إلى قلقها إزاء فقدان أكثر من 130 ألف سوري أو احتجازهم بشكل تعسفي. ونحن نقدر كثيرا تركيزك على هذه المسألة يا حضرة المبعوث الخاص. لقد علمنا بمرسوم العفو الخاص الذي أصدره نظام الأسد في 30 نيسان/أبريل، ونجدد دعواتنا للمزيد من المعلومات حول هذا الإعلان.
ولكن لنكن واضحين. لم يطلق النظام سراح سوى بضع مئات من السجناء حتى الآن، وهذا جزء صغير ممن لا يزالون محتجزين من قبل النظام. نحث نظام الأسد على التنفيذ الكامل والشفاف والفعال لهذا المرسوم حتى يمكن إطلاق سراح نسبة أكبر من المعتقلين، كما نحث النظام على التنسيق مباشرة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية الأخرى لضمان أن تكون هذه الجهود إنسانية وشفافة.
لا ينبغي استخدام العفو لتبرير أو تشجيع عودة اللاجئين قبل أن يكون ثمة ظروف حقيقية تسهل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين. إن السلامة والأمن، بما في ذلك المخاوف بشأن سيادة القانون مثل التي نشهدها اليوم، لا تزال تشكل عقبات رئيسية أمام أي عودة محتملة للاجئين، وتشرح بطبيعة الحال الإحصاء الذي شاركه المبعوث الخاص معنا بشأن نسبة اللاجئين العائدين الذين يريدون العودة.
نكرر دعوتنا لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وهذا جانب رئيسي آخر لقرار مجلس الأمن رقم 2254، كما نشعر بالقلق إزاء أي قرار تركي محتمل للقيام بعمل عسكري على الجانب السوري من الحدود. لا ينبغي فعل أي شيء لكسر خطوط وقف إطلاق النار التي سبق تحديدها.
نحن نقدر جهودك في اللجنة الدستورية يا حضرة المبعوث الخاص، ونعلم أنك تشاركنا خيبة أملنا لأنه بعد ثماني جولات وأكثر من عامين، لم تسفر هذه المناقشات عن نتائج مهمة. وتقع المسؤولية الواضحة عن عدم التقدم هذا على عاتق نظام الأسد وحده لأنه يواصل تعطيل فرصة أي حوار مثمر من خلال تعنته. سيكون من المفيد تقييم العملية حتى الآن وتحديد أفضل السبل للمضي قدما بها. ونأمل أن تكون الجولة التاسعة التي ستنعقد الشهر المقبل في جنيف فرصة للتقدم الذي طال انتظاره والذي يستحقه الشعب السوري.
أخيرا يا سيدي الرئيس، تتطلع الولايات المتحدة إلى العمل بشكل تعاوني مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين في الأيام المقبلة لإعادة تفويض آلية الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية عبر الحدود في سوريا وتوسيع نطاقها. توفر الآلية كما سمعنا شريان حياة بالغ الأهمية للمساعدات، وسيكون قطع هذه المساعدات مدمرا لملايين السوريين، لذلك نحث كافة زملائنا الأعضاء على دعم شريان الحياة الأساسي للشعب السوري وتعزيزه. وأشير في النهاية إلى أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية الأليمة هي من خلال عملية سياسية شاملة وذات مصداقية على النحو الموضح في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ADARPRESS#