في ظل أنقرة: لماذا تشكل تركيا أكبر تهديد لسورية؟.
حفاضاً على التقدم الذي تم تحقيقه – بشق الأنفس- في سورية، أصبح منع العدوان التركي على أكراد سوريا أمراً بالغ الأهمية. إنها أزمة ماثلة على الحدود وتهدد بالانقضاض.
سبع سنوات من التقدم الذي تم إحرازه بشق الأنفس في الحرب ضد إرهاب داعش، ومئات الآلاف يمكن أن يُزج بهم جميعًا في كارثة إذا سارت الأمور في الاتجاه الخطأ.
هذا مايعنيه التهديد بغزو تركي جديد لشمال سوريا؛ المنطقة المستقرة نسبيًا والمتحالفة مع الولايات المتحدة ، والتي مازالت تكافح من أجل الوقوف على قدميها بعد سنوات من الاضطرابات.
لقد ذُهل العالم عندما أوقفت تركيا مؤقتًا توسع الناتو من خلال منع عضوية السويد وفنلندا، وطالبت في قلب اجتماعات الناتو في مدريد، بأن تقوم هذه الدول بتسليم المعارضين الأكراد، كما رفضت تركيا أيضًا تنفيذ أية عقوبات على روسيا ، كما فعلت معظم دول أوروبا.
الرئيس التركي أردوغان أصدر تهديدات جديدة تجاه حليف آخر للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. ويهدد الآن بمهاجمة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سو رية، حيث تقاتل قوات سوريا الديمقراطية في التحالف ضد داعش إلى جانب القوات الأمريكية والأوروبية. هذه المنطقة هي بيتي ، حيث عملت كناشطة في مجال حقوق المرأة وشخصية سياسية كردية قبل أن يجبرني الصراع على الفرار.
أعلن أردوغان عن خطط لتوغل عسكري آخر واسع النطاق في منطقتنا، مدعياً أن هناك تهديد إرهابي لبلاده. لكن ادعاءاته كاذبة. هذه منطقة مسالمة في سوريا كانت تاريخياً موطناً للأكراد السوريين، فضلاً عن مجتمعات متنوعة من العرب والمسيحيين السريان واليزيديين والأرمن وغيرهم. إنه المكان الذي بالكاد ينفض عنه غبار المد الأسود لداعش ، وقبل ذلك كانت ممارسات حكومة بشار الأسد الاستبدادية باضطهاد الأقليات العرقية، وهو المكان ذاته الذي استطاعت فيه حركة اجتماعية مكبوتة أن تشق الطريق نحو مشروع حكم ديمقراطي محلي خلاق، بعد اندلاع الانتفاضة السورية.
اليوم ، ذات المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي، هي أيضًا مَن يتمركز فيها حوالي 900 جندي أمريكي إلى جانب حلفائهم ، وهم مايزالون يشاركون في دحر الخلايا النائمة لداعش، وكذلك تدريب القوات الكردية وتجهيزها لمحاربة داعش وإدارة المعتقلين منهم.
مازال تهديد داعش يتربص متخفياً على شكل خلايا نائمة، وكل ما يحتاجه التنظيم المتطرف للظهور من جديد في شمال سوريا هو أن تهاجم تركيا، الأمر الذي يهدد حالة الاستقرار والتوازن الهش الذي عملنا بجد من أجله. تركيا بالتأكيد على دراية بأن داعش لا يزال يمثل تهديدًا لنا جميعًا وهذا ماعلينا إيفافه.
لقد تم إعفاء المنطقة مؤخرًا من العقوبات الأمريكية على سوريا من قبل وزارة الخزانة، الأمر الذي فتح الطريق أمام مجتمع الأعمال الأمريكي للاستثمار هناك لتعزيز قدرته وتقديم المساعدة التقنية. يمكن للإعفاء الجديد من وزارة الخزانة أن يساعدنا أيضًا في إعادة بناء مجتمعاتنا بحيث يكون للشباب – وأمور أخرى- فرصًا لمتابعة أعمال مشروعة وبناءة، تحول دون انضمامهم إلى المنظمات الإرهابية، ومن أجل هزيمة داعش – بشكل دائم – نحن بحاجة إلى الاستقرار.
لهذا السبب؛ وفي جلسة استماع حديثة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول سوريا ، كان هناك ستة من أعضاء مجلس الشيوخ وكبار المسؤولين في إدارة بايدن – مساعد وزير الخارجية- وأعرب باربرا ليف وكذلك نائبة مساعد وزير الدفاع (DASD) دانا سترول – عن قلقهما الحقيقي ومعارضتهما الواضحة للغزو التركي غير المبرر لسورية. وكانت السفيرة ليف قد ابدت قلقها من تصريحات تركيا ضد شمال سورية. وأضافت داسد سترول أن الإدارة أوضحت موقفها لتركيا. وقالت سترول: “ستؤدي عمليات التوغل واسعة النطاق إلى تقويض أهداف الولايات المتحدة.. لقد نقلنا مخاوفنا إلى تركيا عبر الإدارة.”
يجب عدم السماح لتركيا بتعريض التحالفات الأمريكية المهمة للخطر واحتلال الأراضي السورية من خلال استغلال الاهتمام بالحرب الروسية الأوكرانية؛ والاستيلاء على أرضنا الخصبة في سورية، وإرهاب المدنيين الأبرياء ، وقتل القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة.
سينم محمد
ADARPRESS#