بعد زيارة بايدن السعودية وإسرائيل.. فهل بات التطبيع وشيكاً؟
تزايد الحديث عن احتمالية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة. فما هو الجديد؟ وهل ستذهب السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
تعطي خريطة الزيارة التي ينفذها الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، تفصيلاً صريحاً لأهم الملفات التي يحملها الرئيس الأميركي. الطائرة التي حطت في إسرائيل، رسمت أن إسرائيل قاعدة التحرك. وما تبع ذلك من تصريحات من الرئيس الأميركي توضح أن الملفات التي يحملها الرئيس تضع إسرائيل في المقدمة، وتتحرك بغية تثبيت موقع إسرائيل في المنطقة، وطرح مشاريع مهمة، ومفصلية إلى حد ما خصوصاً في ظل أزمة الطاقة العالمية التي تبعت الحرب الروسية – الأوكرانية، وسعي الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها للبحث عن بدائل لمصادر الطاقة بعيداً عن روسيا.
بين ما يجري تداوله وبحثه خلال الزيارة، يبدو أن العلاقات الإسرائيلية – السعودية، دخلت مرحلة مختلفة. أولاً لأنه لم يعد الحديث عن العلاقات السعودية – الإسرائيلية، من بوابة المستحيل، بل جرى الكشف عن خيوط استثنائية في العلاقة، وهو الأمر الذي لم يكن ممُكناً في وقت سابق، ثانياً لأنه يجري إعادة خريطة التحالفات في المنطقة في ظرف حرج.
ما الجديد؟
وفق التقارير، فإن التقارب بين إسرائيل والسعودية يسير بشكل بطيء، لكنه بتفاهم غير مسبوق. وبحسب حديث صحيفة معاريف، فإن دفع خطوات التطبيع بين إسرائيل والسعودية، يقع في قلب زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مُطلع: “أن المتوقع من الجهود الجارية، أن يكون هناك تقدم تدريجي في العلاقات مع السعودية في خطوات مدروسة”.
وبحسب حديثه، فإن من بين هذه الخطوات التدريجية: “موافقة السعودية على عبور طائرات مدنية إسرائيلية وتسيير رحلات جوية مباشرة بين تل أبيب ومكة لنقل حجاج”. خصوصاً إن بايدن سينتقل من إسرائيل إلى السعودية مباشرة، وسط حديث عن إمكانية أن يرافق بايدن في زيارته إلى الرياض مسؤول إسرائيلي رفيع أو عقد لقاء ثلاثي سعودي – أميركي – إسرائيلي خلال الزيارة.
فيما كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أن السعودية تتجه بالفعل لفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية وذلك في إطار صفقة أميركية – إسرائيلية – سعودية تنتهي بتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
تصف الصحيفة الخطوة بأنها: “تغيير دراماتيكي في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، إن تأكدت”، فيما ستمنح إسرائيل مقابل هذه الخطوات السعودية “ضوءاً أخضر لنقل السيادة الكاملة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية”، وبحسب الصحيفة، فإن “الجزيرتين تتمتعان بأهمية إستراتيجية لأنهما تسيطران على الملاحة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي”.
ويتطلب نقل ملكية الجزيرتين إلى السعودية موافقة إسرائيلية، لأن القاهرة “استعادت الجزيرتين من خلال معاهدة السلام الإسرائيلية – المصرية كامب ديفيد، والتي تلزم مصر، بالحصول على موافقة إسرائيلية لنقل الجزيرتين لدولة ثالثة”.
وبحسب الصحيفة، فإن “هذه العملية تجري بوساطة الإدارة الأميركية، المعنية بدورها برفع معدل إنتاج النفط السعودي من أجل خفض أسعاره في الأسواق العالمية، التي ارتفعت بعد فرض حظر على النفط والغاز الروسيين في أعقاب الحرب في أوكرانيا”.
وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان يدعم التقارب مع إسرائيل، فيما يعارض والده الملك سلمان هذه السياسة.
السعودية إلى التطبيع؟
يقول المحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب لوكالتنا، إنه يمكن وصف ما يجري بـ “الخطوات التمهيدية والتحضيرية”، لعلاقات بين إسرائيل والسعودية، مبيناً: “أن الحالة العامة في السعودية التي خيّمت خلال السنوات الماضية، بدت وكأنها تهيئ الرأي العام لمثل هذه الخطوة”.
بحسب الغريب، فإن السياسة السعودية، عاشت تحولاً عميقاً خلال فترة وجيزة، مبيناً: “أن هذه التغيرات في السياسة السعودية، تشي بأن خطوة كبيرة قادمة في تعاطي السعودية مع إسرائيل، إذ تصدر باستمرار تصريحات من مسؤولين سعوديين، عن إسرائيل والعلاقات في المنطقة والمصالح المشتركة”.
ويذكر أن العنوان الرئيس لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية هو تطبيع العلاقات السعودية – الإسرائيلية، ربما يحدث ذلك، بسرعة، وربما، يجري التدرج في الأمر، وصولاً إلى علاقات كاملة. لافتاً إلى أن الحديث عن تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة، هدفها التموضع في جهة ضد إيران، يأتي في سياق الحاجة إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية في المنطقة وإسرائيل التي ستقود الحلف ضد التهديد الإيراني المزعوم”.
إلى جانب ذلك، يدور الحديث عن صفقة أسلحة إسرائيلية إلى السعودية، يُمكن أن تنفذ في المرحلة الراهنة برعاية أميركية. في الغضون ذكرت تقارير، أنه بالفعل جرت اتصالات سرية واسعة ورفيعة بين مسؤولين من إسرائيل والسعودية، إذ ذكرت صحيفة هآرتس، أن الأمير السعودي بندر بن سلطان أدى دوراً مهماً في شق الطريق أمام علاقات سرية مع إسرائيل، مبينة أن “بندر التقى رئيسي الوزراء السابقين أولمرت ونتنياهو وقادة الموساد ونظم لقاء مهماً لرئيس وزراء إسرائيلي يرجح أنه نتنياهو في قصر ملكي بجدة مع مسؤول سعودي كبير جداً يمكن أن يكون محمد بن سلمان”.
فيما كشف بنيامين نتنياهو في مؤتمر له قبل زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لإسرائيل، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أدى دوراً مساهماً في اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب. مُتعهداً بـ “تطبيع كامل للعلاقات مع السعودية في حال إعادة انتخابه رئيساً للوزراء.
ADARPRESS#