السوق السوداء بين سوريا و لبنان من اجل المحروقات
يحاول الجيش اللبناني إيقاف عمليات التهريب عبر الحدود لكن وتيرة العمليات كبيرة كما يبدو
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، إن عمليات “تهريب المحروقات من لبنان والمتاجرة بها في سوريا تتصاعد بشكل كبير”، كاشفا أن عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة السورية تتحايل على العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام وتفتح “سوقا سوداء” للمحروقات في البلاد.
ونقل المرصد عن مصادره أن مقاتلي الحزب وعناصر الفرقة الرابعة التي قال إنها “تابعة لماهر الأسد” يقومون بجلب المحروقات مثل “البنزين والمازوت” من لبنان إلى سوريا عبر معابر غير شرعية في ريف حمص “لتتحول المنطقة هناك إلى إحدى كبرى منابع المحروقات في السوق السوداء ومنها إلى باقي المحافظات”.
وكشف المرصد نقلا عن مصادره التي لم يسمها، أن “أسعار المحروقات تصل إلى 2000 ليرة سورية للتر الواحد من المازوت، و2500 ليرة سورية للتر الواحد من البنزين”، مقابل 185 ليرة للتر المازوت و750 للبنزين وفق التسعير الرسمية.
وقال المرصد إن هذه الأسعار هي 3 أضعاف سعر المحروقات في لبنان، الذي يعاني هو الآخر من أزمة في المحروقات.
وأضافت مصادر المرصد السوري أن هناك أكشاكا مخصصة لبيع المحروقات المهربة من قبل حزب الله، انطلاقاً من قرب مصفاة حمص وصولاً إلى جسر تينة (بمسافة نحو 3 كم) بحسب المرصد.
وقال موقع تلفزيون سوريا إن نحو 100 صهريج من النفط – على أقل تقدير – تعبر من لبنان إلى سوريا “يوميا” عبر منافذ مخصصة للعبور بين البلدين.
أصبح موضوع تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا شأنا شبه معروف للجميع، خاصة بعد تصريحات وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ربمون غجر، في أبريل الماضي والتي عزا فيها أزمة الوقود في البلاد إلى المتربحين من تهريب البنزين إلى سوريا.
وقال غجر في اجتماع لمجلس الوزراء لمناقشة الأزمة إن فرق الأسعار بين البلدين يسمح للمهربين بتحقيق أرباح طائلة.
وتعلن القوات المسلحة اللبنانية بين الفترة والأخرى عن عمليات لإحباط تهريب المشتقات النفطية والمواد الغذائية، لكن يبدو أن وتيرة هذه العمليات مستمرة بشكل كبير.
ونشر مجلس الوزراء بيانا عقب الجلسة نقل عن ريمون قوله إن “سعر صفيحة البنزين في لبنان 40 ألف ليرة لبنانية، أما السعر الرسمي في سوريا فيصل إلى 140 ألف ليرة سورية، وفي السوق السوداء إلى 240 ألف ليرة”.
كما أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، قد نشر في نهاية العام الماضي، عبر حسابه في “تويتر”، مقطع فيديو يُظهر عدداً من الشاحنات تحمل محروقات مهربة من لبنان إلى سوريا بهبوط ناجح..