التهديدات التركية لسوريا.. إحياء لداعش وزعزعة لأمن العالم بأسره
تصعيدٌ عسكريٌّ غيرُ مسبوق للاحتلال التركي في شمال سوريا، بالتزامن مع لهجةِ تصريحاتٍ تحملُ في طياتها التهديدَ بشنِّ هجومٍ واسعِ النطاق.. هجومٌ يبدو أنه يصطدم حتى اللحظة بفيتو ثلاثي، روسي أمريكي إيراني، يرى مراقبونَ أنَّ تجاهلَه قد يتسبّب بخسائرَ جسيمة لأنقرة قبل أيِّ جهةٍ أخرى.
لكن ورغم ذاك الفيتو المزعوم، تبقى كواليسُ اجتماعِ طهران الثلاثي الأسبوع الماضي، مجهولةً وسطَ مخاوفَ من صفقاتٍ أو مقايضاتٍ لم يتمَّ الكشفُ عنها، سيما مع مواصلةِ رئيسِ النظام التركي رجب أردوغان، إطلاقَ التهديدات.
ناشطونَ حقوقيون أعربوا عن قلقِهم من أيِّ هجومٍ تركيٍّ محتمل شماليَّ سوريا، والحديث هنا عن منطقتي تل رفعت ومنبج بريفِ حلب، محذّرينَ من تداعياتٍ خطيرةٍ ستطال مئاتِ آلاف السكان والنازحين الموجودينَ هناك، إلى جانب نتائجَ تُوصَف بالكارثية ستطالُ بالتأكيد ملفَّ مكافحةِ تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال حديث لموقع اليوم، اعتبر الصحفي المصري صبري الجندي أنَّ أي هجوم تركي ضد الشمال السوري، بمثابة قبلة حياة لتنظيم داعش الإرهابي، لافتاً أن “تركيا تهدّد بضرب شمال شرق سوريا كل يوم تقريباً”.
حزمةٌ من الأزماتِ يهدِّدُ بها هجومُ أنقرة المحتمل شماليَّ سوريا، على رأسها أزمةٌ كبيرةٌ يقول مراقبون إنها ستطالُ الأمنَ العالمي، سيما مع تحذيراتِ قوات سوريا الديمقراطية… وهي القوّةُ الفاعلةُ الوحيدة لمحاربةِ داعش في سوريا.. تتعلَّق بمخاطر مثل هكذا هجوم، على ملف مكافحةِ الإرهابِ.
وحذر صبري الجندي من أن انتعاش داعش، “سيمثل خطورة على الأمن والسلم الدوليين، وخاصة في إفريقيا”، مشيراً أن الخطر الأكبر سيكون على أوروبا، باعتبارها الجار الرئيس لتركيا، التي تهدد في حالة عدم الانصياع لمطالبها بالهجرة غير الشرعية التي تغزو القارة العجوز.
وأوضح الجندي أنه “ربما يكون من بين الذين تطلقهم تركيا إلى أوروبا بدعوة الهجرة، عناصر من تنظيم داعش”، مؤكداً أن الخطر القادم للتنظيم، سيطال أوروبا بالدرجة الأولى ثم المنطقة العربية وإفريقيا.
مخاطرُ كبيرةٌ وعواقبُ كارثيةٌ لتهديدات النظام التركي، يقولُ خبراء في الجماعات الإرهابية، إنها لن تقتصرَ على شمال وشرق سوريا، بل سيكون الأمنُ العالمي أكثرَ المتضررين منها، ما يعني ضرورةَ أن يتخذ المجتمعُ الدولي موقفاً واضحاً لا لبسَ فيه، في مواجهة أيِّ تهديد تركي على الشمال السوري
