تصاعد حوادث العنصرية في تركيا
الأجواء تنذر بحالةٍ “خطيرة” في تركيا في ظل تنامي العنصرية، إذ أكدت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقريرٍ نشرته أنه مع تصاعد العنصرية، تنقلب تركيا على اللاجئين، وسطَ حملة تحريضٍ واسعة النطاق من جانب مسؤولين بهذا البلد.
التقرير أشار إلى حوادثَ وقعت خلال شهري آب، وتموز العام الماضي، عندما حصلت أعمالُ عنفٍ وشغب، حيث عمدَ شبّانُ أتراك لتخريب ونهب المتاجر والمنازل والسيارات التي تعود لسوريين، على بعد مسافةٍ قصيرةٍ من القصر الرئاسي، في حوادثَ أظهرت بوضوحٍ مشاعر الكراهية تجاه السوريين خصوصاً.
تصاعدُ العنصريةِ لم يقتصر على ممتلكات اللاجئين فقط، فخلال العام الماضي تحولت إلى اعتداءاتٍ مميتةٍ وهجمات عصاباتٍ منظمة، على أحياءَ يقطن فيها سوريون، وهو ما تصفه واشنطن بوست بالتحوّل الخطير بالنسبة لتركيا.
وعلى مدى العامين الماضيين، كان اللاجئون السوريون الفئةَ الأكثرَ استهدافاً من عمليات “التحريض والعنصرية “، التي ازدادت على نحوٍ مضطرد، وغيرِ مسبوق، وجاء ذلك في الوقت الذي دخلت فيه تركيا في ظروفٍ اقتصاديةٍ صعبة، بسبب سياسات رئيس النظام رجب أردوغان الداخلية والخارجية على حدٍ سواء.
من جانبٍ آخر، يشير تقرير واشنطن بوست إلى مخططاتِ أردوغان بإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، كورقة حسمٍ في مواجهة انتخابات العام المقبل، وهي سياسةٌ ينظرُ إليها التقرير على أنها غير عملية وغير قانونية.
وتزداد مخاوف السوريين من أن أنقرةَ قد تعيد العلاقات مع دمشقَ بشكلٍ كامل، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لمسؤولي النظام التركي وعلى رأسهم أردوغان الذي تؤكد الوقائعُ أنه هو نفسه من افتعل أزمة اللجوء بعد أن فتح أبوابَ الحدود على مصراعيها، تعميقاً للأزمة.. حدودٌ لم يعبرها فقط السوريون، بل عناصرُ فصائلَ إرهابية من شتى أصقاع الأرض، بحسب ما تؤكد تقارير من الداخل التركي نفسه.