أعلنت حكومة دمشق عن نيتها فتح المجال أمام عودة أهالي العديد من القرى والبلدات في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي التي كان قد تمكن من إحكام السيطرة عليها بعد معارك ضد فصائل المعارضة المسلحة والجماعات الجهادية خلال الفترة الواقعة بين عامي 2019 و2020.
وصرح محافظ إدلب لدى حكومة النظام “أنه سيتم تقييم الاحتياجات والمستلزمات والعمل على تأمينها لضمان عودة الأهالي وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم ضمن الإمكانيات المتاحة لهم، وأن قرار السماح بالعودة جاء بناءً على رغبة الأهالي ومطالبتهم الدولة السورية بشكل حصري إعادة كل مهجر لمنزله”.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عدد البلدات والقرى والمزارع التي من المقرر السماح لأهاليها بالعودة إليها بلغ 18 بلدة وقرية ومزرعة و هي كل من ذهبية جلاس وجلاس والخواري وسلامين والرصافة شرقي والرصافة غربي وأبو الخوص، وبجفاص وتل خطرة والشيخ ادريس ولوف ونقراتي والبليصا وكفر عميم ومزرعة الهواري ومحاريم ودير شرقي ودير غربي.
وتتحدث الحكومة السوري عن تزايد الرغبة لدى أهالي مناطق إدلب وريفها المهجرين والنازحين بالعودة بعد إحكام السيطرة عليها وحديثه عن إعادة تأهيل هذه المناطق والعمل على تخديمها، حيث صرح محافظ إدلب لدى حكومة النظام، في وقت سابق لوسائل إعلام محلية، أنه وبعد “العفو الرئاسي” زاد عدد العائدين لمحافظة إدلب خاصة من القادمين من الشمال السوري إلى القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له.
مضيفاً أنه يلتقي بعدد من المهجرين والنازحين من محافظة إدلب بعدة محافظات سورية أخرى من “مسلمين” و”مسيحيين” بهدف حل المشاكل التي تواجههم ضمن أماكن تواجدهم، مشيراً بأن عدد العائلات العائدة وصل لنحو سبعة آلاف عائلة موزعة على مناطق خان شيخون والتمانعة والتح وأبو ظهور وسنجار وعدد من القرى والمزارع الأخرى.
كما أعلنت محافظة إدلب التابعة لحكومة النظام السوري بأن أمانتها العامة موجودة حالياً في بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وتعمل على تقديم المساعدات اللازمة للعائدين إلى مناطقهم من مياه وكهرباء، وقيامها بتأهيل شبكات المياه والكهرباء في مناطق خان شيخون والتمانعة والتح وأبو ظهور، إضافة لتقديم المساعدات للمزارعين حيث وزعت لهم نحو أربعة ملايين و100 ألف ليتر من المازوت المدعوم “بحسب تصريحات المحافظة”.
وفي الجهة المقابلة يرفض غالبية النازحين والمهجرين من أرياف إدلب العودة لقراهم وبلداتهم في ظل استمرار سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة له عليها، ويشترطون الانسحاب منها بشكل كامل لقبول فكرة العودة.
وكانت قوات حكومة دمشق والميليشيات المساندة له قد تمكنت خلال عملية عسكرية واسعة وبدعم من سلاح الجو الروسي من السيطرة على مساحات واسعة من أرياف إدلب وحماة وحلب خلال عامي 2019 و2020 أسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين وحركة نزوح واسعة لأكثر من مليون نسمة باتجاه بلدات ومخيمات الشمال السوري.
ADARPRESS#