استنكرت الإدارة العامة للبيئة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خلال بيان اليوم، جرائم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بحق الطبيعة في المناطق المحتلة من خلال قطع وحرق الأشجار، وطالبت المنظمات الدولية المعنية بإيقافها ووضع حد للاحتلال التركي.
تجمّع أعضاء مكتب البيئة التابع لمجلس الرقة المدني والإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة والإدارة العامة للبيئة في الإدارة الذاتية أمام مبنى الإدارة الذاتية في مدينة الرقة، للإدلاء ببيان تنديداً بجرائم دولة الاحتلال التركي بحق البيئة وهجماتها على المنطقة.
وقرئ البيان من قبل نائبة الرئاسة المشترك لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ميديا بوزان.
وجاء في مستهل البيان “منذ احتلال الجيش التركي ومرتزقته لمدينة عفرين عام 2018م ساءت أوضاع المزارعين لا سيما أن معظمهم هُجروا من بيوتهم نتيجة العدوان التركي”.
وأضاف البيان “بمجرد ذكر اسم شجرة الزيتون في سوريا تتبادر إلى الأذهان منطقة عفرين التي بات اسمها مقترناً بهذه الشجرة المباركة حيث كانت هذه الأشجار تمتد على مد النظر في سهول وجبال منطقة عفرين الخصبة وتشكل بساطاً أخضر في غاية الجمال وترسم لوحة فنية طبيعية باهرة.
حيث كانت تقدر أعداد أشجار الزيتون في عفرين بنحو 22 مليون شجرة، وكان إنتاجها السنوي نحو 270 ألف طن من الزيتون أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون وفقاً إحصائيات لمهندسين زراعيين وخبراء اقتصاديين”.
وأشار البيان “منذ الاحتلال بدأت الاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة بشكل واسع فكانت أشجار الزيتون والغابات الحراجية الأكثر عرضة للاقتلاع والحرائق دون اكتراث لمصادر أرزاق الناس ومكونات ومقومات البيئة والزراعة حيث تم اقتلاع ما يقارب 2 مليون شجرة منذ عام 2018”.
وأوضح البيان “في الوقت الذي تضع فيه الدول الأوروبية خططاً جديدة للتصدي لتغير المناخ والنهوض بالعدالة والإنصاف في المجال البيئي والحفاظ على البيئة من التلوث الذي يؤثر سلباً على صحة جميع الفئات لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً والمهمشة اجتماعياً وفي الوقت الذي يضع العالم كله والأمم المتحدة وعبر مقرراتها واجتماعاتها ومشاريعها وإلزام الدول بهذه القرارات التي تخص البيئة وتشجيع التشجير وزيادة الغطاء النباتي ومنع التصحر والحفاظ على الغابات من القطع والحرائق والحفاظ على التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات، يقطع الاحتلال التركي ومرتزقة الأشجار ويحرقون الغابات ويدمرون البيئة على مرأى ومسمع جميع الدول”.
وأكد البيان “أن ما تفعله تركيا ومرتزقتها بالبيئة من تدمير وقطع وحرق يحتاج إلى خمسين سنة لإصلاحه، وأن عملية قطع الأشجار قد ازدادت في السنوات الأخيرة الماضية وأثرت بشكل كبير على واقع البيئة حيث زادت عملية انجراف التربة، وتعطيل دورة المياه في الطبيعة، وزيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون، وارتفاع درجات الحرارة على الأرض، وفقدان التنوع البيولوجي”.
وأشار البيان “وحسب تقارير إعلامية وحقوقية فإن مسلحي ما يسمى بالمعارضة السورية يواصلون ممارسة مختلف أنواع الانتهاكات بحق الأشجار والطبيعة، لذلك نحن كإدارة عامة للبيئة ندين ونستنكر تلك الممارسات والانتهاكات اللا أخلاقية بحق الأشجار والبيئة وهذا بمثابة ناقوس خطر على البيئة بشكل عام على المستوى المحلي والدولي والعالمي”.
طالب البيان “جميع منظمات حماية البيئة والمنظمات الدولية ومنظمات البيئة والمناخ التابعة للأمم المتحدة بتسليط الضوء على هذه الجرائم والانتهاكات والأعمال العدائية اتجاه البشر والبيئة عبر قطع الشجر أو حرقها، وأن تقوم بواجبها المهني والأخلاقي بوقف مثل هذه الأعمال وإدانتها”.
وأوضح البيان “إن جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته بحق البيئة وتدميرها لها تبعات اقتصادية واجتماعية وبيئية خطيرة محلياً وعالمياً”.
شدد البيان “نحن في الإدارة العامة للبيئة ومن موقع التضامن مع الهيئات الدولية للبيئة والمناخ ومكافحة التصحر وتطبيق قرارات الأمم المتحدة حول المناخ وسبل تجنب الكوارث البيئية، نطالب بتحقيق شامل حول الانتهاكات البيئية في عفرين وتقديم الجناة إلى المحاكم الدولية.
ADARPRESS#