ممثل الإدارة الذاتية للبرلمانيين الأوروبيين: يجب إغلاق الأجواء أمام المسيرات التركية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة
أجرى ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أوروبا عبد الكريم عمر عدّة لقاءات في ستراسبورغ في فرنسا، مع برلمانيين أوروبيين ضمن مجموعة أصدقاء الكرد، بالإضافة لعقد مؤتمر صحفي بالتعاون مع مجموعة أصدقاء الكرد.
وكشف عبد الكريم عمر في تصريح لوكالة أنباء هاوار ، أنهم ناقشوا مع المجتمعين الوضع القائم في شمال وشرق سوريا، والتحديات والصعوبات التي تواجهها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وبشكل خاص محاربة داعش، والوضع الإنساني والاقتصادي نتيجة الحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا، والتهديدات التركية بشن عدوان جديد ضد مناطق شمال وشرق سوريا.
وقال عبد الكريم عمر: “لقد سلطنا الضوء على الهجمات التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا واستهداف تركيا قياديين وقياديات ضمن قوات سوريا الديمقراطية الذين حاربوا إرهاب داعش، والمدنيين العزل والأطفال، ومسؤولي الإدارة الذاتية عبر الطائرات المسيرة”.
أوضح عمر: “لقد أكدنا أن الدولة التركية تسعى لتغيير ديمغرافية المنطقة عبر توطين قرابة مليون ونصف مليون من النازحين السوريين في المناطق التي احتلتها”.
يجب تقديم الدعم للإدارة الذاتية
ونوه عمر إلى أنهم طرحوا خلال لقاءاتهم ضرورة تقديم المجتمع الدولي الدعم اللازم للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومواجهة التحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية وفي المقدمة دعم قوات سوريا الديمقراطية في محاربة خلايا داعش، والوقوف في وجه الهجمات والتهديدات التركية، وإغلاق الأجواء أمام الطائرات التركية المسيرة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتساهم في تنشيط خلايا داعش.
وعقب اللقاءات التي أجراها عبد الكريم عمر تم تنظيم مؤتمر صحفي بحضور عضوي البرلمان الأوروبي من مجموعة أصدقاء الشعب الكردي في البرلمان، وهما الناطق باسم مجموعة أصدقاء الشعب الكردي البرلماني فرانسو ألفونسي (Francois Alfonsi) والبرلماني اندرياز شيدار (Andreas Schider).
وسلط عمر خلال المؤتمر الضوء على التطورات الحاصلة في شمال وشرق سوريا، وقال: “نعلم أن هناك حرباً بين روسيا وأوكرانيا، ولا نود أن تتغيب أو تهمش مناطق شمال وشرق سوريا تحت ظلال هذه الحرب. نعم تم الإعلان عن القضاء على داعش جغرافياً ولكن خطره مازال قائماً حتى الآن، ومؤخراً كثف من هجماته وعملياته. هناك العشرات من الخلايا النائمة في المنطقة وبشكل خاص في المناطق التي احتلها داعش سابقاً”.
وأوضح عمر خلال المؤتمر الصحفي: “هناك الآلاف من عناصر داعش ضمن المعتقلات، بالإضافة لوجود الآلاف من أسر داعش ضمن مخيم الهول الذي يعد الأخطر عالمياً، ويتم إنشاء جيل جديد هناك على أيديولوجية ومفاهيم وأفكار داعش المتطرفة، ويشهد المخيم حالات قتل بشكل يومي، فمنذ بداية العالم الحالي تم توثيق 44 حالة قتل ضمن المخيم”.
داعش سعى لإعلان دولته من جديد
وبيّن عمر أن المجتمع الدولي والتحالف الدولي لا يولون أهمية لمخيم الهول وكأن خطر داعش قد أُزيل، وقال: “نتمنى حل هذه المعضلة قبل وقوع كارثة تؤرق المجتمع الدولي، وفي حال أدار المجتمع الدولي وأوروبا ظهورهم لمعضلة داعش فعليهم ألا يتفاجؤوا إن أعلن داعش عن خلافة جديدة في المنطقة. الهجوم الذي استهدف سجن الصناعة كان الهدف الرئيس هو تحرير الأسرى والسيطرة على مدينة الحسكة وإعلان دولتهم من جديد”.
وتطرق عبد الكريم عمر إلى الوضع الاقتصادي الذي يعانيه سكان مناطق شمال وشرق سوريا نتيجة الحصار المفروض على المنطقة وعدم وصول المساعدات الإنسانية المخصصة لمناطق شمال وشرق سوريا، وقال: “المساعدات المخصصة للوصول إلى مناطق شمال وشرق سوريا عبر دمشق لا تصل إلى المنطقة، وهذا يؤثر بشكل كبير على الحياة المعيشية مما يساعد في تغلغل مرتزقة داعش ضمن المناطق النامية”.
الهجمات التركية تنشط خلايا داعش
وأكد عمر أن أحد العوامل الرئيسة التي تساعد في تنشيط داعش ضمن المنطقة هي الهجمات التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا وتهديداتها المستمرة بشن عدوان جديد ضد المنطقة، وقال: “هذه الهجمات والتهديدات تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وتساعد في تنشيط خلايا داعش ضمن المنطقة”.
عبد الكريم عمر أوضح أن أجواء شمال وشرق سوريا مفتوحة أمام المسيرات والطائرات التركية التي تشن هجمات ضد المنطقة، وتستهدف المدنيين العزل والقياديين في قوات سوريا الديمقراطية الذين يديرون الحرب ضد مرتزقة داعش، وقال: “قبل مدّة تم استهداف القيادية في وحدات مكافحة الإرهاب جيان عفرين وهي إحدى القياديات البارزات في الحرب ضد داعش، كما تم استهداف مدرسة خاصة للأطفال الذين تم استبعادهم عن القوات العسكرية، واستشهد إثر الهجوم التركي 5 أطفال بالإضافة لجرح 11 آخرين”.
هذا ومن المقرر أن يجري ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد الكريم عمر سلسلة لقاءات أخرى، من أجل تسليط الضوء على التطورات الحاصلة في شمال وشرق وسوريا، والدور الملقى على عاتق المجتمع الدولي من أجل ردع الهجمات التركية التي تعيق حملة مكافحة داعش، بالإضافة لتداعيات الحصار المفروض على المنطقة.