لماذا تتبع روسيا ومجلس الأمن الدولي الازدواجية في إرسال المساعدات إلى كافة المناطق السورية، وما هدف روسيا من تسليم المساعدات الإنسانية للنظام السوري فقط، ولماذا الصمت الدولي حول الاحتلال التركي وممارساته الإجرامية بحق السوريين خاصة من اتباعه سياسة التجويع من انقطاع حصة سوريا من نهر الفرات، وإيقاف محطة العلوك التي تضخ المياه لمدينة الحسكة.
كل هذه المواضيع حاورته موقعنا آدار برس مع رئيسة رابطة نوروز في لبنان حنان عثمان
- صدر عن مجلس الأمن الدولي مؤخراً، قرار حول تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات لسوريا من معبر (باب الهوى) الحدودي مع تركيا فقط، ورفض روسي لفتح معبر (تل كوجر/اليعربية)، ما تعليقكم على ذلك؟
إن الحصار الخانق المفروض على الشعب بكل مكوناته في شمال شرق سوريا، ما هو إلا سياسة ممنهجة وقذرة تنتهجها تركيا وحلفائها لتركيع الشعب وإذلاله وفرض سياسة التجويع عليه، ومنع إعادة فتح معبر اليعربية /تل كوجر مع العراق، هو تعريض حياة وأرواح الملايين من المدنيين للخطر، وخاصة أولئك الذين لا قدرة لهم على تأمين ابسط المستلزمات المعيشية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ومنع المساعدات الدولية عن المدنيين في مناطق معينة ومنحها في مناطق أخرى ماهي إلا ازدواجية في المعايير ومواقف غير أخلاقية ولا إنسانية، وخدمة للنظام السوري، قام الروسي بضغط كبير بعد أن هدد بإغلاق كافة المعابر، بحجة إن النظام السوري قادر على توزيع المساعدات على الشعب السوري، جاء التصويت بالإجماع على معبر باب الهوى، وحكومة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان لعبت دوراً بارزاً في الضغط لمنع إعادة فتح معبر تل كوجر، لأن سياسة الإبادة والحصار التي تمارسها على شعوب المنطقة عامة والشعب الكردي خاصة، هي القاعدة الأساسية التي بموجبها ترسم سياستها الداخلية والخارجية، كما إنها تهدف لمعاقبة الشعب بكل أطيافه على دوره المحوري في هزيمة الإرهاب الداعشي، والذي قام ببناء نظامه الديمقراطي المبني على العدالة والحقوق والمساواة، كما أن استمرار إغلاق المعبر سيزيد الطين بلة وسيفاقم من الأزمة الانسانية في المنطقة، وهو تسيس للملف الانساني للضغط على الدول والمنظمات للتطبيع مع النظام السوري.
*ما تقييمكم لموقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن، الذي لم يستجب حتى الآن لكثرة النداءات المنددة بخصوص حبس حصة سوريا لمياه الفرات؟
على المجتمع الدولي أن لا يكون شريك في خدمة أجندات مختلفة، بل على المجتمع الدولي أن يقوم بواجبة الانساني والأخلاقي لوضع حد للكراهية والعدائية التي يمارسها أردوغان وحكومته ضد شعوب شمال شرق سوريا، بعد الهزيمة التي لحقت بأردوغان ومرتزقته، وبعد الفشل الذريع الذي لحق بمشروعه الأخواني، نراه اليوم يمارس سياسة غير إنسانية وهو خفض حصة سوريا من نهر الفرات الذي سيؤدي إلى كارثة بيئية وانسانية تهدد بالأمن الغذائي لكافة المناطق على ضفاف نهر الفرات، وتركيا مازالت مستمرة في حبس حصة الجانب السوري من المياه، والذي يسبب أيضاً في انقطاع كبير للتيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين.
ويعتبر هذه الممارسات انتهاك صارخ للقانون الدولي ومعاهدات المياه التي تبرم بين الدول، حيث تهدف تركيا لاستخدام أوراق ضغط جديدة من أجل مكاسب سياسية في سوريا والعراق، كما إن عدم قيام المجتمع الدولي بردع تركيا من ممارسة سياستها المنافية لأبسط المعايير الأخلاقية والإنسانية يجعلها شريكة في تلك الممارسات الفظيعة.
*تقوم دولة الاحتلال التركي، بقطع مياه محطة علوك عن أبناء الحسكة منذ شهر تقريباً كنوع من الضغط أو كنوع من الابتزاز، ما قرأتكم لذلك؟
أرتكب الاحتلال التركي، منذ بداية الأزمة السورية وحتى يومنا هذا الكثير من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب في شمال شرق سوريا من احتلال وتهجير وتغيير ديمغرافي وصولاً إلى قطع المياه عن الملايين من المدنيين من خلال قطع المياه لعشرات المرات عن محطة علوك وتعريض حياة الملايين من أبناء الحسكة لخطر الظمأ والجفاف، حيث باتت الأوبئة والتلوث يهدد المنطقة برمتها في ظل الحرارة المرتفعة وانتشار وباء كورونا، ويجب على المنظمات الدولية والانسانية بالتدخل لوضع حد للاحتلال التركي من ممارسة سياسته الفاشية، واجبارها على ضخ حصة سوريا من المياه في نهر الفرات بالإضافة إلى ضخ المياه من محطة علوك ونهر الخابور
*برأيكم ما الصفقة التي تحاول فيه تركيا ان تكسبه من وراء كل هذه الانتهاكات وخاصة فيما يتعلق بمحاربتها لأبناء شمال شرق سوريا بحرب المياه؟
كل ما تقوم به تركيا من حروب اقتصادية سياسية عسكرية، هو للنيل من مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ونموذجها الديمقراطي بكل مكوناته وبكافة مكتسباته، والضغط على أبناء شمال شرق سوريا، للتهجير وإضعافها اقتصادياً وخدمياً وسياسياً فهذه سياسته التي يتبعها من عقود وليست بالجديدة.
آداربرس/ خاص
