سركيس قصارجيان: نموذج دميرتاش يشكل خطرًا على الذهنية التركية الإقصائية
قال سركيس قصارجيان، كاتب وصحفي مختص في الشأن التركي “بالأمس زار أردوغان ديار بكر لعلمه بأن حسم المعركة الانتخابية من المرحلة الأولى مهمة مستحيلة دون التأييد التام للولايات الكردية في البلاد، حيث تشكل دياربكر (آمد) عاصمتها. وكما جرت العادة قبل كل استحقاق دستوري، كان أردوغان حريصا على كل ما يمكن جذب الكرد شكلا ومضمونا. فمن لون بدلته الرسمية الخضراء، إلى خطابه الودي ووعوده، كان أردوغان “صديقا ومحبا للكورد””.
وأشار قصارجيان الى بعض الملاحظات حول الزيارة بالقول ” أعلن أردوغان من على منبره الخطابي تحويل سجن دياربكر التاريخي سيء السمعة إلى معلم ثقافي. انتظر التصفيق بعد انهائه لجملته الحماسية، لكنه لم يأت، فاضطر إلى القول يبدو أن الخبر لم يفرحكم. لا شك أن خبر اغلاق السجن الذي يعرف كمسلخ للكرد عبر التاريخ كان ليحدث عاصفة من التصفيق والتهليل، لو أن القرار لم يأت بخلفية سياسية ومن شخص غير موثوق أولا، ولو أن المجتمعين لسماع خطاب الرئيس التركي هم فعلا من أبناء المدينة ممن ضاقوا الويلات من هذا السجن، لكن منظر الباصات التي اغلقت ساحات ومواقف دياربكر لجلب المصفقين من ولايات أخرى يشرح السبب وراء عدم اكتراث المستمعين للخطاب لهذا الحدث الجلل”.
وأضاف قصارجيان الملاحظة الأخرى بالقول ” وزع أردوغان شهادات “الكردية” في دياربكر ليخلص إلى نتيجة تقول بأن الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي والقابع في السجن منذ أكثر من ٥ سنوات صلاح الدين دميرتاش ليس كرديا، ولا يحمل اجازة في الحقوق أصلا، لو كنت من مستشاري أردوغان لكنت نصحته بأن يحمل على أي شخصية كردية أخرى عدا دميرتاش. دميرتاش أخاله السياسي الكردي الأول الذي بات مؤثرا ليس فقط على معظم الكرد في تركيا وخارجها، بل على معظم اليساريين والأقليات والأتراك الجانحين للسلام”.
وأشار قصارجيان أن “الخبر السيء لأردوغان والمعارضة التركية، هو أن الكرد في تركيا بات لديهم مرجعية سياسية تعيق الوضع السابق القائم على “الناخب الدرويش الي كلمة بتاخدو وكلمة بتجيبو”. المعادلة الانتخابية القادمة لا يمكن أن تكتمل دون الشعوب الديمقراطي، وهو ما بشمل مكسبا كبيرا للسلام في تركيا، سلام يتجاوز الحسابات الانتخابية الضيقة
#ADARPRESS