اعتُبر العام 2022 الأكثر دموية من حيث الهجمات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من أن العام لم ينته بعد، بينما أطلقت وكالات أنباء ومواقع إعلامية اسم “عام الإرهاب” على 2022 “بسبب عودة نشاط داعش وبشكل كبير في سوريا”.
“عام الإرهاب” بدأ بهجوم دموي.. ومطالب القامشلي بدأت تُطبق
وجاءت هذه التسمية لـ2022، بعدما بدأت هذه السنة بهجوم دموي للتنظيم على سجن يحوي الآلاف من الجهاديين الأجانب بينهم قياديون، بمدينة الحسكة، وكان الهدف من الهجوم تهريب أكبر عدد منهم وبعدها فتح الطريق للهجوم على مخيم الهول الذي يتواجد فيه عشرات الآلاف من نسوة وأطفال داعش.
الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا وقوات سوريا الديمقراطية قالوا في عشرات الرسائل الموجهة إلى قيادة التحالف الدولي وعبر الاجتماعات المباشرة بين قيادات الطرفين، إن داعش يستعيد نشاطه بشكل ملحوظ في سوريا وأن قسد والقوى الأمنية لا تستطيع لوحدها مواجهة هذه التحركات مع وجود عشرات الآلاف من العناصر والقيادات للتنظيم الإرهابي في السجون وكذلك نسوة وأطفال التنظيم الذين يتوزعون على مخيمات عدة أهمها “الهول وروج”، ناهيك عن التصعيد العسكري التركي على الحدود.
وطالبت السلطات المحلية بتحسين ظروف السجون الأمنية التي يحتجز فيها داعش، كون هناك العديد من السجون هي بالأساس ليست سجوناً، ومستوى الأمن فيها قليل جداً بالتوازي مع خطورة الوضع.
ويبدو أن مطالب قسد من قيادة التحالف بدأت بالتطبيق، خاصة وأن التحالف نفسه بدأ يدرك خطورة ترك مراكز الاحتجاز ومخيمات داعش دون تحسين المستوى الأمني لها، حيث كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، إن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بدأت تأسيس بنية تحتية في سوريا لاحتواء تنظيم “داعش” على المدى البعيد.
أهداف واشنطن والأعمال بدأت منذ فترة
وبحسب الصحيفة فإن “البنتاغون” طالب تفويضاً وتمويلاً من الكونغرس لتنفيذ بعض التحسينات، التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، وأضافت، إنها تفضل سلاح تحسين مرافق الاحتجاز والخدمات، حتى لا يتمكن تنظيم “داعش” من إعادة تنظيم صفوفه، وأكدت أن بعض الأعمال بدأت منذ مدة، وتشمل بناء أبراج مراقبة وتركيب إضاءة لمنع عمليات التهريب ليلاً.
وقالت الصحيفة أيضاً أن الهدف النهائي من هذه الجهود هو بناء مرافق احتجاز جديدة تكون أكثر أماناً وإنسانية، مع إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية وغيرها.
المعتقلات سبيل لداعش لإعادة تنظيم صفوفه
وقال مسؤول أمريكي في مجال الدفاع لصحيفة “بوليتيكو” لم تذكر أسمه “إن التنظيم يرى في المعتقلات سبيلاً لإعادة تنظيم صفوفه، وهو لم يتخل عن هذا الطموح”، ويرى المسؤول الأمريكي أن الحل يتمثل بإجلاء السجناء إلى أوطانهم، لكنه أشار إلى أن جهود الإعادة تسير بوتيرة بطيئة، بينما باتت هذه المشكلة الملحة في صدارة القضايا الأكثر خطورة.
أكثر من 163 عملية لداعش في مناطق “الإدارة الذاتية” خلال 2022
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في تقرير له تنفيذ داعش لـ 163 عملية في مناطق “الإدارة الذاتية” منذ بداية 2022، حيث يركز داعش اعتداءاته عن طريق الهجمات المسلحة والاستهدافات المخططة والتفجيرات العشوائية.
ووفقا لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 124 قتيلا، بينهم 47 مدني، من ضمنهم سيدتان وطفل، و77 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية.
إفشال هجومين من وخارج مخيم الهول
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت في نهاية “حملة أمنية” في مخيم الهول قبل شهرين إنها أفشلت “هجوماً من داخل مخيم الهول على النقاط العسكرية المحيطة بالمخيم”، حيث أن التنظيم كان يعد العدة لشن هذا الهجوم عبر عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والعناصر الإرهابية التي ألقت قسد القبض على أكثر من 200 منهم، واعترفوا أنهم كانوا يعدون لهجوم من داخل المخيم بهدف تهريب نساء وأطفال التنظيم وإيصالهم إلى مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني”.
وبعد انتهاء العملية بيومين أعلنت قسد إفشال محاولة هجوم أخرى على مخيم الهول باستخدام سيارتين مفخختين كانتا قادمتين من ريف الحسكة الجنوبي، وكان الهدف تفجير السيارتين بالمخيم لإلهاء القوات الأمنية وشن الهجوم بعدها، كما حصل في سيناريو الهجوم على سجن الصناعة بمدينة الحسكة في كانون الثاني/يناير الماضي.
ويعتبر عام 2022 هو الأكثر عنفاً ودموية منذ إعلان هزيمة تنظيم داعش الإرهابي “جغرافياً” في شمال شرقي سوريا من قبل قيادة التحالف الدولي وقسد بعد طرد التنظيم من آخر البقع التي كان يسيطر عليها في قرية الباغوز في آذار/مارس 2019.