لا يكاد يمر يوم إلا وترحل فيه السلطات التركية عشرات اللاجئين في أراضيها إلى الشمال السوري المُحتل من قبلها، رغم أن أغلب هؤلاء المرحلين ينتمون إلى مناطق سورية أخرى، وهذا ما يؤكد على أن نية تركيا واضحة في تغيير ديموغرافية المنطقة تمهيداً لفصلها عن سوريا.
ورغم عمليات الترحيل القسرية المتزايدة والاي يُستخدم فيها العنف والضرب والتعذيب، إلا أن السلطات التركية أدركت أنها لن تتمكن من ترحيل جميع اللاجئين بهذه الطريقة عبر ترحيل العشرات والمئات لهذا كان لا بدّ منها أن تلجأ إلى أساليب جديدة تتمكن من خلالها تنفيذ حملة ترحيل كبيرة وتجلى ذلك من خلال مسرحية تفجير اسطنبول مؤخرًا بحسب مراقبين ومحللين سياسيين.
ويرى المراقبون أن توظيف استخدام أنقرة لتفجير اسطنبول – والتي اتّفق معظم الآراء أنها نُفّذت بأيادي استخباراتية تركية – يهدف إلى تحقيق أردوغان لعدة عوامل أبرزها كما يصفها حزب العدالة والتنمية التركي بـ “خطر اللاجئين السوريين” على الحملة الانتخابية الرئاسية الاي يقودها أردوغان المقررة في حزيران 2023 وما إلى ذلك من سحب ورقة اللاجئين السوريين من يد المعارضة التركية وبالتالي زيادة الهجمات العنصرية من قبل الأتراك ضدهم لتسريع طرد اللاجئين.
في سياق ذلك رحلّت السلطات التركية يوم أمس الاثنين نحو 1150 لاجئ سوري من أراضيها إلى سوريا وأسكنتهم في المستوطنات المقامة في عفرين وإعزاز، حيث رحلت 743 لاجئًا بينهم نساء وأطفال عبر معبر باب الهوى و407 لاجئ عبر معبر جرابلس.
فيما يتمثل الهدف الثاني من وراء التفجير، هو اتهام حزب العمال الكردستاني أمام الرأي العام المحلي والدولي وخاصة بعد ظهور عشرات مقاطع الفيديو التي تثبت استخدام جيش الاحتلال التركي للأسلحة الكيميائية ضد مقاتلي الحزب، الأمر الذي حرّكت الأصوات الدولية في فتح تحقيق دولي حول هذه العمليات، لهذا يؤكد مراقبون أن تركيا أرادت من خلال القيام بتفجير اسطنبول التستر على جريمتها.