تستمر دولة الاحتلال التركي بحبس مياه نهر الفرات عن الأراضي السورية، الأمر الذي يؤدي إلى توقف سد روج آفا (تشرين) عن العمل 17 ساعة متواصلة بشكل يومي، بسبب نقص الوارد المائي، ما أدى إلى انحسار كبير في مياه البحيرات وانخفاض ساعات توليد الكهرباء إلى الحد الأدنى.
تواصل دولة الاحتلال التركي حربها المتعددة الأشكال ضد الشعب في شمال وشرق سوريا. إلى جانب الهجمات المتكررة عبر الطيران المسيّر والقصف المدفعي، تستمر دولة الاحتلال التركي في سرقة حصة السوريين من نهر الفرات معرضة حياة الملايين على طول النهر في سوريا للخطر نتيجة انتشار الأوبئة ناهيك عن تسببها في تراجع الزراعة عصب الاقتصاد في المنطقة.
عن هذا الموضوع، تحدث مدير سد روج آفا (تشرين) حمود الحمادين، لوكالتنا وقال “تبعات ما يحدث الآن من انخفاض مناسيب البحيرات ونهر الفرات يشهدها القاصي والداني في سوريا كاملة، فمنذ ما يقارب 10 أشهر متواصلة، وفي حدث غير مسبوق منذ بناء سد تشرين إلى الآن، ينخفض الوارد المائي لنهر الفرات إلى هذا المستوى، دون أي موجات زيادة أو موجات إسعافية تنقذ ما يمكن إنقاذه”.
وأضاف “الوارد من الجانب التركي يراوح بين النصف وأقل من نصف الكمية (المتفق عليها بين دمشق وأنقرة وهي 500 م3 في الثانية)، وأحياناً يحدث انخفاض كبير جداً يصل إلى 168 متر مكعب في الثانية”.
وأشار إلى أن “هذا الانخفاض لا نشهده إلا في حال إيقاف كامل لواردات النهر”.
نهر الفرات يتحوّل إلى مجارٍ مائية ومستنقعات نهرية
وأبرز القطاعات المتأثرة هو قطاع الكهرباء والري ومياه الشرب التي لحق بها تلوث كبير، بعد تحول مجرى الفرات إلى مستنقعات نتيجة الانخفاض الهائل والكبير.
قال المهندس حمود الحمادين في سياق حديثه “مر علينا فصل الصيف الذي يستنزف واردات الفرات من جانب الري والشرب وتوليد الطاقة الكهربائية، فما يأتي من المياه من الجانب التركي لا يغطي مياه الشرب والري والتبخر، وبالتالي فكل ما يلزم لتوليد الطاقة الكهربائية يتم استنزافه من مخزون البحيرات”.
وتابع “منسوب بحيرة سد تشرين انخفض 4 أمتار شاقولية، وبحيرة سد الفرات العملاقة الكبيرة الآن، تعيش انخفاضاً بحدود 6 أمتار، وهذا رقم مرعب لبحيرة بطول 80 كيلو متراً وعرض من 4 إلى 6 كيلو مترات”.
وأوضح الحمادين أن “الانخفاض مرعب، واستنزف كامل مخزون البحيرة ليتحوّل النهر من نهر كبير إلى جدول بسيط ومجارٍ مائية ومستنقعات نهرية، وهذا ما نشهده في دير الزور والرقة”.
توليد الكهرباء في الحد الأدنى
تحدث مدير سد روج آفا (تشرين) عن واقع توليد الكهرباء في السدود، وقال “الآن، يتوقف سد تشرين 17 ساعة متواصلة، ويعمل بحدود 7 ساعات، التشغيل يتم بحده الأدنى، فعوضاً عن تشغيل 6 عنفات، نضطر لتشغيل عنفتين باستطاعة تصل إلى 140 ميغا، بينما في المناسيب الجيدة والظروف المناسبة استطاعة العنفتين تصل إلى 210 ميغا”.
وأضاف “وقوف سد تشرين 17 ساعة متواصلة، يعني إبقاء المنطقة بلا كهرباء، فالعنفتان اللتان تعملان وتولدان 140 ميغا لـ 7 ساعات، لا تكفيان؛ لأن حاجة المنطقة أكبر بكثير مما يولده سد تشرين”.
وأوضح الحمادين “هذا هو الممكن والمتاح، لا مياه لدينا لتوليد الطاقة على مدار 24 ساعة، نحن نستنزف البحيرات بشكل يومي، ولولا التعاون والتنسيق بين مكتب الطاقة والإدارة العامة للسدود بشكل يومي، ودراسة برامج التوليد؛ لكان سد تشرين والفرات خارج الخدمة منذ وقت طويل”.
وأكد الحمادين “العمل جارٍ الآن؛ للحفاظ على مياه الشرب التي هي الأولوية بالنسبة لنا، وتوليد الطاقة الكهربائية أصبح حسب الممكن والمتاح”.
مشدداً على ضرورة قيام الأهالي في المنطقة بتقدير الأوضاع، وأضاف “هذه الطاقة الممكنة، فالسدود تعمل على المياه، ولا توجد مياه، وهذا يعني أن السد لا يمكن أن يعمل ولا بأي شكل من الأشكال”.
ADARPRESS #