الحرب الروسية – الاوكرانية وارتداداتها السلبية على الكرد
في بداية الحرب الروسية الاوكرانية اشرت في مقال الى الاثار السلبية المحتملة على الكرد عموماً وفي سوريا خصوصاً ، استغرب البعض من القراء من هذا الربط بين الحدثين ، متسائلين بالقول : وما علاقة الكرد في سوريا بالحرب الروسية الاوكرانية ؟؟؟
فالحرب الروسية الاوكرانية (الناتو) ولكونها ليست بحرب تقليدية بين طرفين متنازعين على الحدود ، بل هي حرب لكسر الارادات وتغييرٍ للنظام الدولي القائم على سياسة القطب الواحد ، ولذلك من الطبيعي بان تكون لها ارتدادات وآثار سلبية اقتصادية وسياسية وعسكرية على مختلف دول العالم ومن بينها المحيط الذي يعيش فيه الكرد ، لاسيما اذا كان العدو الاول والتاريخي الذي يعاني من الفوبيا الكردية ، والذي يسعى جاهداً وبكل الوسائل لابادة الكرد ، هو تركيا التي تجمع بهذه الدول المتحاربة حدوداً مشتركة من جهة ، ومن جهة اخرى عضواً مؤثراً في الناتو ، الامر الذي يجعل منها موقعها الجيوسياسي دولةً مؤثرة في الحدث ، وتبعاً لذلك تركيا حاولت منذ بداية الحرب بان تمسك العصا من المنتصف ، لتكون المستفيد الاكبر من هذه الحرب اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً (من خلال صفقات الحبوب والغاز والاسلحة واستضافة جلسات الحوار والتفاوض)
ومن جهة اخرى تركيا ادركت مبكراً حاجة كلا طرفي الصراع اليها ، وسعي كلاً منهما لاستمالة تركيا الى جانبها ، ولذلك حاولت استغلال ذلك والاستفادة منها لاستكمال مشاريعها العدوانية والتوسعية واشباع غرائزها الاجرامية في سوريا والعراق من خلال قضم المزيد من الاراضي وشن المزيد من حملات الابادة ضد الكرد ، مستغلةً بذلك حاجة كل من امريكا وروسيا اليها في الصراع الروسي الغربي ، بعد ان كانت روسيا وامريكا تقف حجر عثرة امام مطامعها في سوريا
فالمعادلة في طريقها الى التغيير ، فبعد ان كانت سوريا ورقة رابحة وضاغطة بيد روسيا ضد امريكا والناتو ومن ضمنها تركيا ، تحولت هي نفسها الان الى ورقة ضغط ضد روسيا نفسها
ناهيكم عن الوضع الداخلي الايراني المنفجر والذي يلقي بظلاله على دور ايران في المنطقة
ولذلك تعتقد تركيا بان الطريق امامها الان سالك اكثر من اي وقتٍ مضى للمضي في مشاريعها العدوانية والتوسعية ، لاسيما انها على ابواب الانتخابات الرئاسية ، وهي بحاجة ماسة لتوظيف عملياتها العسكرية ضد الكرد في الوضع الانتخابي الداخلي
ولذلك لا اعتقد بان كلاً من روسيا وامريكا سوف تتخذان مواقف جدية وحازمة لردع اي عدوان تركي محتمل ، ولذلك ليس امام الكرد سوى الاعتماد على الذات في مواجهة العدوان التركي باستثناء منطقة تل رفعت الشهباء التي تتداخل فيها مناطق النفوذ العسكرية بين روسيا والنظام وايران والقوات الكردية وبالتالي من مصلحة الجميع وليس حباً بالكرد ، صد اي توغل تركي في المنطقة بشكل جماعي.
المحامي حسين نعسو
ADARPRESS#