سياسيون أتراك يؤكدّون أنَّ تركيا ساهمت في بقاء حكومة دمشق على كرسي الحُكم… الائتلاف «كش ملك»
سيامند علي _ آدار برس
اعتقد السوريون الذين أعلنوا ولائهم لتركيا ووضعوا ثقتهم العمياء بها أن تدخل الأخيرة “تركيا” في سوريا كان بهدف دعم الثورة السورية لإسقاط نظام الأسد.
لم تمضِ سنوات حتى بدأت النوايا التركية تتكشف وتظهر للعلن رغم التحذيرات التي كان يطلقها حزب الاتحاد الديمقراطي ومن بعدها الإدارة الذاتية أن تركيا لا يمكن أن تكون شريكة في إسقاط الأسد ونظامه، على العكس تمامًا فهي من تسعى خلف مصالحها في سوريا، والمصلحة التركية تلتقي مع مصالح الأسد – كُلاً حسب أهدافه – وبالتالي الحفاظ على بقاء الأسد في كرسي الرئاسة، إلا أن هذه الفئة من السوريين تجاهلوا هذه التحذيرات وسلّموا رقابهم تمامًا لأنقرة والتي خذلتهم في صفقاتٍ عديدة بعد أن أزالت ما كانت تعتبره «خطوطًا حمراء» في محافظات سورية عديدة.
بدأت تركيا بعقد الاتفاقيات مع روسيا وحكومة دمشق خلال السنوات الماضية لتبدأ تركيا رويدًا رويدًا بالتنازل “الوهمي” عن خطوطها الحمراء لصالح الأسد ونظامه مقابل احتلال تركيا لمناطق الشمال السوري بهدف اقتطاعها عن سوريا.
لعلّ الظهور الإعلامي الأخير بشكل مكثف لإعلاميين أتراك على القنوات التركية والعربية وتأكيدهم على أن تركيا وحكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان كانوا من أكبر الأطراف التي ساهمت وساعدت في بقاء نظام الأسد في الحكم ومنعته من السقوط.
استند هؤلاء المحللين الأتراك من خلال استنادهم إلى الصفقات التي جرت بين الجانبين على مدار السنوات الماضية كما في صفقة حلب – أكبر معاقل المعارضة المسلحة – وبيع المعارضة السورية وصفقة الغوطة وحمص وغيرها.
وما يجري اليوم من لقاءات واتصالات مكثفة بين تركيا وحكومة دمشق ما هي إلا خطوات أخيرة في مسيرة إنهاء تواجد المعارضة السورية التي ارتهنت لتركيا، ولعل الائتلاف السوري ليس بعيدًا عن هذه الصفقة التي تنازلت عنها تركيا كليًا لحكومة دمشق عبر الاتفاق على تسليم رؤوس في الائتلاف إلى جانب ترحيل الآخرين من تركيا أو بمعنى أدق “طردهم”.
هذا الأمر يجري على بنية الفصائل التي كانت تمولها تركيا، فالتغييرات الأخيرة الملحوظة أكدت ما تسعى إليه أنقرة من خلال العمل على تصفية بعض الفصائل السنية وتحجيم دور البقية ليبقى المشهد العسكري والسياسي بيد التركمان والفصائل التركمانية إضافة إلى تنظيم جبهة النصرة التي لديها علاقات بين النظامين التركي والسوري.