مقالات رأي

خيانات أمريكا أم هي أخطاءنا السياسية؟

الدكتور آزاد علي
كثر الحديث في السنوات بل في الأيام الأخيرة عن خيانات أمريكا للكورد واستخدامها البراغماتي للمسألة الكوردية… لقد سبق أن ابدى العديد من المثقفين والكتاب والساسة الكورد موقفهم الصريح من أن أمريكا لا تساند المسألة الكوردية من حيث أنها قضية شعب على أرضه ويتطلب حلها الإقرار بحق تقرير المصير السياسي دون مواربة. فهذه الحقيقة طمرت وطويت صفحتها في السياسية الخارجية الأمريكية منذ حوالي مئة سنة مع طي مبادئ الرئيس ولسون الديمقراطية والليبرالية التحررية عهدئذ…
أمريكا كانت واضحة، فلم تشحن المسألة الكوردية والكوردستانية طوال عقود بأي محتوى وطاقة سياسية. وانما عملت على استخدامها كواحدة من بين أدوات التحكم والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، ولتحسين تموضعها… اذن اين المشكلة؟! المشكلة في اننا نستخدم مصطلحات عاطفية في قضية سياسية شديدة التعقيد ولا تتضمن أي قيمة عاطفية لدى الآخرين. اذن المشكلة لدينا بشكل تام، نحن جميعاً – وبدرجات متفاوتة – خاصة من عمل أو تعامل مع الشأن العام يظل مسؤولاً عن نشر هذا الوهم، والاستناد الى جدار هذه الخديعة، خديعة الدعم الأمريكي للمسألة الكوردية… أمريكا بطواقمها وسياساتها شديدة الوضوح، واننا فقط عندما تدفع بنا الحاجة لايهام أنفسنا ومجتمعاتنا بوجود قوة داعمة لقضيتنا نتجنب الحقيقة المرة ولا نؤكد على أن أمريكا وغيرها من الدول تستخدم المسألة الكوردية كورقة ضغط أمني وسياسي على الأطراف الأخرى في الأقليم والعالم… فكل من سمح لنفسه أن يكون ضمن هذا المشروع الأمني العسكري يظل مشاركاً ومسؤولاً عن استمرارية هذه الخديعة. الغريب أنه حتى التيار اليساري والماركسي الاشتراكي الكوردستاني اصبح أكثر تحمساً للعلاقة والارتهان لأجندات أمريكا…
الخلاصة: يجب عدم التهرب والاعتراف بالخطيئة السياسية الكبرى، والاقرار بحدود الحقيقة والوهم في قصة الدعم الأمريكي . لتشكل الحقيقة مدخلا للخروج من الأزمة. فقط الجبان أوالمستفيد هو من لا يعترف بدوره ومسؤوليته التي أوصلت المسألة الكوردية الى هذه الحالة، أمريكا لاتقر بحقيقة المضمون السياسي التحرري للمسألة الكوردية، وكوردستان في عين العاصفة والدوامة كبيرة…
سيكون لنا وقفة تحليلية أكثر دقة وتفصيلاً قريباً. ويظل هذا الرأي يحتمل الخطأ والصواب بدرجات.

جرس20

ADARPRESS #

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى