الاعتداءات التركية على إقليم كردستان.. أطماع توسعية وتصدير للأزمات الداخلية
الحججُ والذرائعُ الواهية، والتلفيق، باتت أبرزَ الأدوات التي يعتمد عليها النظام التركي في تجاوزاته واعتداءاته على الجوار، ولا سيّما إقليم كردستان، في محاولةٍ لتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج، وتحقيقِ نصرٍ خارجيٍّ وإن كان وهمياً…نصرٌ أم وهم.. لا يهم، فالانتخابات على الأبواب واستطلاعات الرأي تُشير إلى تراجعٍ كبيرٍ بشعبية الحزب الحاكم، وعليه، لا بُدَّ من التحرك والهروب للأمام وإلّا فالهزيمة على موعدٍ قريبٍ مع رئيس الحزب رجب أردوغان.
ومنذ منتصف نيسان أبريل من العام الجاري، يواصل النظام التركي هجماته بشكلٍ مُكثّفٍ على إقليم كردستان، ما أدّى لارتكابه آلاف الاعتداءات والانتهاكات خلالها، مُستغلاً انكفاءَ المواقف الدولية والتي تكتفي في أحسن حالاتها بالتعبير عن القلق دون اللجوء إلى خياراتٍ حازمةٍ ورادعة.
حالةُ الانسداد السياسي التي شهدَها العراق خلال فترة حكومة تصريف الأعمال السابقة، إضافةً للاضطرابات السياسية المُرافقة لتلك المرحلة في كلٍّ من بغداد وأربيل، جعلت تلك الحكومةَ ضعيفةً في مواجهة التحديات الخارجية.
أطماع النظام التركي التوسعية باتت بحسب المراقبين، مكشوفةً للعالم من خلال هجماته واحتلاله أجزاءَ من إقليم كردستان ومناطق شمال شرق سوريا إلى شمال إفريقيا، ولا سيّما تدخّلاته العسكرية في ليبيا وتونس، إضافةً إلى مَطامعَ أخرى في عمق إفريقيا التي يدخلها من بوابة العمل الإنساني الخيري…. لكن أيُّ خيرٍ إذا كان هو نفسُه من يستجدي عطف دول الخليج لوقف انهيار اقتصاده الذي بات على شفير الهاوية…
وفي الوقت الذي تشهد فيه مناطقُ الشرق الأوسط إعادةَ هيكلةِ التوازنات الاستراتيجية في الإطار الذي يَخدُم طموحاتها السياسية، يستغلُّ النظام التركي هذه الظروف، ويرتكب مجازرَ بحقِّ شعوب المنطقة. فيما يرى مراقبون أن صمت المجتمع الدولي يدفع أنقرة للتمادي في انتهاكاتها مادام مبدأ المحاسبةِ غائباً، والنفاقُ السياسي هو من يحكم العلاقات الدولية.
المصدر:قناة اليوم