في ظل تخبط حكومي.. انهيار تاريخي لليرة السورية
في كل يوم إن لم يكن في كل لحظة، تتهاوى قيمة الليرة السورية أمام سلة العملات الأجنبية، لتسجل انخفاضاً تاريخياً إذ وصل سعر الدولار الأمريكي الواحد إلى أكثر من ستة آلاف ليرة، لغاية إعداد هذا التقرير.
الهبوط التاريخي هذا ترافق مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، لا سيما في مناطق سيطرة الحكومة السورية، التي يكون راتب الموظف فيها أقل من عشرين دولاراً في الشهر.
كما تزامن مع عدم إمكانية الحكومة السورية توفير المحروقات للمركبات الخاصة والعامة، وهو ما دفعها لتعطيل المؤسسات والدوائر الحكومية يوم الأحد الماضي، والأحد المقبل، لكن دون تقديم أي سبب ضمن القرار.
عجز الحكومة السورية في تأمين الوقود للفعاليات التجارية، أصاب معظم المدن الخاضعة لسيطرتها بشلل شبه تام، حتى باتت الشوارع الخالية من السيارات وحتى المارة مشهداً طبيعياً وغير مستغرب بالنسبة للسوريين.
مراقبون يلقون باللوم على الحكومة السورية والمتنفذين فيها والمقربين منها في استمرار الأزمة التي يعيشها السكان، إذ تتوفر المحروقات في السوق السوداء لكن بأسعار مرتفعة جداً أو فلكية بحسب وصف الأهالي.
كل ما سبق جعل قرابة تسعين في المئة من السوريين تحت خط الفقر، وفق إحصائيات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن ارتفاع الأسعار في سوريا تعدى الثمانمئة في المئة خلال العامين الماضيين فقط، وهو ما أدى بشكل طردي إلى إفقار السكان وزيادة أعبائهم المعيشية.