في وقتٍ تتعرض فيها مناطق شمال وشرق سوريا لعدوانٍ بري وجوي تركي، تستهدف فيها القرى والمدن الآهلة بالمدنيين ما يتسبب بسقوط شهداء بينهم أطفال ونساء، إضافةً إلى استهداف البنية التحتية من مدارس ومستشفيات ومشافي وآبار للنفط سعيًا منها إلى احتلال المزيد من الأراضي السورية.
ورغم أن أهالي ومكونات شمال وشرق سوريا مع قواهم العسكرية كانوا السد المنيع في وجه المخططات التركية الساعية لاحتلال العديد من المناطق السورية والتي تراها تركيا أراض تابعة لها ضمن ما يسمى الميثاق المللي من ضمنها مدينة حلب والحسكة والرقة، وبدلاً من أن تمد قوات حكومة دمشق يدها إلى أهالي ومكونات شمال وشرق سوريا للوقوف أمام الاحتلال التركي، إلا أنها تتبع أسلوبًا معاكسًا تمامًا يتماشى ويتناغم مع سياسات تركيا الاحتلالية في سوريا، من خلال فرض قواتها حصارًا خانقًا وفرض سياسة التجويع والحرمان على مهجري عفرين في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي، هؤلاء المهجرين الذين يعتبرون صمام أمان لمدينة حلب منذ نحو خمس سنوات وهم يقاومون قذائف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته اليومية بهدف إخراجهم من المنطقة لسهولة احتلال كامل مدينة حلب، إلا أن قوات حكومة دمشق وبدلاً من مد يد العون لهؤلاء المهجرين تكريمًا لمقاومتهم الاحتلال التركي ودفاعهم عن التراب السوري، تلجأ هي الأخرى لفرض حصار خانق عليهم من خلال منع المحروقات والأدوية والمواد الغذائية عنهم في إشارة واضحة أنها تسعى من وراء ذلك لإفراغ هذه المنطقة من المهجرين وسكان المنطقة الأصليين والتي بدروها ستفتح أبواب حلب على مصراعيها لتركيا التي لا تزال تحلم بالدخول إليها.
وأمام هذه الوقائع هل ستتراجع قوات حكومة دمشق عن مساندة المحتل التركي في تنفيذ مخططاته الساعية لاحتلال أجزاء أخرى من سوريا عبر فك الحصار عن مناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية أم أنها ستواصل مد يد العون لها وتكون بذلك قد ساهمت بدرجة كبيرة في تقسيم سوريا…؟!
#ADARPRESS