ارتكب الاحتلال التركي ومرتزقته أبشع الجرائم بحق من بقي متشبثاً بأرضه في مقاطعة كري سبي المحتلة، خلال عام 2022؛ لدفعهم إلى الهجرة منها، تمهيداً لتنفيذ مشروعهم الاحتلالي في تغيير ديموغرافيتها.
احتلت تركيا ومرتزقتها مقاطعة كري سبي وأجزاء واسعة من أريافها عقب هجوم احتلالي في 9 تشرين الأول 2019، ومنذ ذلك الحين تمارس أبشع الجرائم من قتل وتهجير واختطاف وسلب ونهب الممتلكات ومصادرتها عنوة بقوة السلاح.
ووثقت وكالة هاوار عبر مصادر لها، جرائم المحتل التركي ومرتزقته في مقاطعة كري سبي المحتلة منذ احتلالها، وفي هذا التقرير نعرض ما وثقه مراسلو وكالتنا من جرائم خلال عام 2022.
* هجّر أكثر من 100 ألف مواطن من أصل 170 ألفاً من أهالي المقاطعة المحتلة، وهم يتوزعون حالياً في مدن الرقة والطبقة وأريافها، بالإضافة إلى 6650 مهجّراً في مخيم مهجّري كري سبي الذي أنشأته الإدارة الذاتية 22 تشرين الثاني من 2019، بالقرب من قرية تل السمن، 35 كم شمالي الرقة.
القتل
قُتل الشاب معتز عبدي (١٧عاماً) من عشيرة البكارة على يد المرتزق محمد خليفة من مرتزقة “السلطان مراد”، في 16 كانون الأول 2022 على خلفية خلاف حول أجور العمل في المحلج الذي يعمل فيه الشاب.
سبقه مقتل الشاب، عزيز محمود المصطفى تحت التعذيب في سجن “الشرطة العسكرية” التابع للمرتزقة.
الاختطاف
- وثّقت وكالة هاوار خلال 2022 اختطاف 8 مواطنين، بينهم وجيه عشيرة.
وهم: مصطفى العرار (عشيرة البو عساف)، وعيسى الشواخ (عشيرة البو جابر)، وابن حسن العثمان وهو طالب ثانوية عامة، ومحمد العلو (عشيرة الأحوس)، بعد دفع ذويه مليوني ل. س لمتزعمي المرتزقة لقاء الإفراج عنه.
بالإضافة إلى حسان أحمد نجم الشواخ (٣٠ عاماً) من (عشيرة البو جابر العربية) وحافظ صالح الجاسم (25 عاماً) والذين طُلب من ذويهما 11 مليون للإفراج عنهما، وخضر صالح الجاسم وطلب من ذويه فدية 4 آلاف دولار أميركي.
وجميع المختطفين من بلدة العلي وباجلية 15 كم جنوبي المقاطعة، وخلال الشهر الأخير من عام 2022، اختُطف أحد وجهاء عشيرة البو عساف من البلدة ذاتها، ويدعى هايل جاسم خلف الحسان، وهو ابن شقيق شيخ العشيرة، هايل الحسان.
سلب أراضي المهجّرين وسرقة محاصيلهم
يعاني مزارعو مقاطعة كري سبي المحتلة من تسلّط متزعمي المجموعات المرتزقة التابعين للاحتلال التركي، واستيلائهم على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية للمهجرين، وقيامهم ببناء سدود مصطنعة على (نهر قره موغ)، حارمين بذلك مئات المزارعين من سقاية مزروعاتهم.
وحسب مصادر، فإن القسم الأكبر من الأراضي الزراعية في الريف الغربي استولى عليها “فيلق المجد” التابع للاحتلال التركي، حيث تحوّل رئيس المكتب الاقتصادي في الفيلق المدعو “حج عبدو السفراني” إلى أكبر مزارع في المنطقة، بعد استيلائه على ما يقارب 5 آلاف دونم متوزعة على تل أحمر، وسوسك، ويارغوي، وتل أخضر، وتعود غالبية هذه المساحات لمزارعين من المكوّن الكردي هجّروا قسراً بعد هجوم 9 تشرين الأول 2019.
كما قامت وكالة هاوار عبر مصدر من المقاطعة المحتلة، بتوثيق استيلاء ما يسمى عناصر “الكتيبة51 ” التابعة لمرتزقة “الجبهة الشامية” على أكثر من 2000 دونم في كل من قرى (طنهوزة ـ المتكلطة) في الريف الغربي للمقاطعة أيضاً.
ولم يسلم المزارعون الذين يشترون ما يلزمهم من وقود لتشغيل محركاتهم من السوق السوداء بمبالغ عالية من السرقة، حيث وثقت وكالتنا في نيسان عام 2022 قيام المرتزقة (أبو زعيان، وأبو بلال، وأبو يزن) بسرقة ١٣ برميل مازوت من المزارع فادي الرمضان (قرية كرمازة)، بالإضافة إلى هاتفين ومبلغ مالي ١٣٠ ألف ل. س.
تدمير منازل المهجرين
قام مرتزقة الاحتلال التركي بتجريف وتدمير 25 منزلاً في قرية الشركراك بالقرب من الطريق الدولي m4، بالإضافة إلى تدمير منزل المهجّر عبد الرزاق العمر في ريف بلدة سلوك التابعة لمقاطعة كري سبي، بشكل كامل، بواسطة جرافات عسكرية.
الجرائم بحق النساء
اختطف المرتزق محمد الحلبي (الحمزات) الشابة فاطمة العلي (19عاماً) واغتصابها، كان الاحتلال قد رحّلها إلى مقاطعة كري سبي المحتلة مع أسرتها، وهي من مدينة حمص.
كما تعرضت زوجة شقيق رئيس “مجلس تل أبيض المحلي” التابع للاحتلال التركي، صالح العبد الله، وتدعى، عنود الفرط من (قرية البوز) للشتم والإهانة من جندي تركي في مقاطعة كري سبي المحتلة، خلال حملة قاموا بها لاختطاف بعض الشبان من أقاربها، فيما بادر صالح بتسليم 9 مواطنين من أبناء قريته بعد تهديده من الوالي التركي.
افتتاح مدرسة لنشر الفكر المتطرف
قامت جمعية أنصار الخيرية وبيت المال (مؤسسة الإغاثة الوطنية الباكستانية) بتأهيل مدرسة في قرية خربة الرز في ريف مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة، خلال عام 2022 لنشر الفكر المتطرف.
ترحيل أكثر من 6000 مستوطن إلى كري سبي المحتلة
استمراراً لسياسة التغيير الديموغرافي في المناطق التي تحتلها تركيا، رحّلت السلطات التركية خلال عام 2022، أكثر من 6 آلاف من اللاجئين السوريين القاطنين في أراضيها إلى الداخل السوري عبر بوابة كري سبي/ تل أبيض.
وبحسب مصادر وكالتنا، فإن هؤلاء المستوطنين سكنوا في منازل المهجّرين من المقاطعة المحتلة بانتظار الانتهاء من المستوطنات التي يبنيها الاحتلال التركي بأموال قطرية وكويتية وجمعيات إخوانية، والتي يتم بناؤها في كل من بلدة عين العروس وأطراف المقاطعة المحتلة من الجهة الغربية على أراضي المهجّرين الذين صادر “مجلس تل أبيض المحلي” ممتلكاتهم ووهبها لأسياده الأتراك لبناء المستوطنات عليها.