لقد بدأت ثورة شمال وشرق سوريا من ضرورات الحاجة المجتمعية وبناء الإدارة والقرار الذاتي، شكّل التفاف مكونات شمال وشرق سوريا حول بعضهم البعض ركيزة أساسية لمنع تمدد الصراع الديني والعرقي والقومي والتي حاولت قوى وأطراف كثيرة تطويره في سوريا، نتاج هذه الثورة التي تكللت بمشروع وطني سوري نابع من حاجة الشعوب المتعددة كانت الإدارة الذاتية التي كسرت نمطية الشكل المعتاد المركزي في الإدارة والحكم لا بل ذللت ذلك نحو نموذج يعزز الشراكة المجتمعية والتوافق بين أبناء الوطن الواحد.
اليوم وبعد تسعة سنوات من تأسيس الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة 2014 نستذكر جميع المراحل التي خاضها شعبنا بقوة وعنفوان وإصرار على النضال وقدم تضحيات جسام في طريق تعزيز المشروع الديمقراطي ومقارعة الإرهاب وبناء القوة الذاتية في الحماية والإدارة، كذلك كان لإعادة الدور الريادي للمرأة في هذا المجال قفزة نوعية في تحقيق المكانة الأساسية للمرأة بوصفها الجزء الأساسي المهم لأي تطور ديمقراطي ومجتمعي في المنطقة.
لقد تم مواجهة مشروع شعبنا ولا زال بكل الإمكانيات المتاحة من قبل القوى العدوة لشعبنا وعلى رأسها تركيا، استمرار مشروع الإدارة اليوم هو استمرار عملي للحقيقة التي تحتاجها سوريا بعد هذه الأزمة والتي تعمقت بفعل تداخلات أطراف فرضوا مصالحهم وأجنداتهم الشخصية على حساب الشعب السوري.
محاولا تصفية مشروعنا من قبل أي طرف هو محاولة لمنع تحقيق الاستقرار والحل الديمقراطي في سوريا وتوجه نحو تعميق الأزمة بقوة، كما إن دعم الإرهاب وعلى رأسه داعش من قبل تركيا وتهديدات تركيا المستمرة وممارستها في سوريا ومناطقنا سيُذهب سوريا نحو مآلات لا تناسب الحاجة السورية.
نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نؤكد بإن الاحتلال التركي وممارسات المرتزقة وكذلك دعم داعش وجهود إحياؤها عبر مخططات عدة كما حدث قبل عام في سجن الصناعة وكذلك محاولات أخرى متفرقة لا تدعم سوى أعداء الشعب السوري ولابد من يقظة فعلية في هذا المجال.
سنقاوم ونستمر بكل السبل حفاظاً على مشروعنا الديمقراطي وتوجهاً نحو تعزيز الديمقراطية في بلدنا سوريا، وسندحر بقوة شعبنا وإصراره على النضال وبالاستناد على ميراث ومسيرة شهداءؤنا الأبطال كل القوى التي تريد إبادة شعبنا ومشروعه الوطني، وسنبذل في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا جهدنا المستمر حتى تحرير المناطق المحتلة والقضاء على الإرهاب.
ندعوا في هذه المناسبة كل القوى الفاعلة في سوريا لدورها المسؤول والالتفاف نحو دعم الشعب السوري والإيمان بضرورة التغيير وفق حاجة سوريا وشعبها.
كذلك ندعوا روسيا الاتحادية ودمشق لتفعيل مسارات الحل والتوافق السوري- السوري ونحذر من أية صفقات مستقبلية على حساب الشعب السوري والذي نرفضه بقوة.
كل عام وشعبنا بخير.
الإدارة الذاتية ضمانة شعبية نحو الديمقراطية وبناء سوريا الجديدة الواحدة الموحدة.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
20 كانون الثاني 2023
ADARPRESS #