لفتت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى أن التقارب بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق يجري على حساب السوريين، مؤكدة أن سوريا “تحتاج إلى اتفاق وطني سوري داخلي.
شهدت الأزمة السورية خلال الأسابيع القليلة الفائتة، متغيرات متسارعة على الصعيد السياسي؛ أبرزها التقارب بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق بدفعٍ من روسيا، وسط رفض وغضب شعبي كبير.
وفي تعليق جديد على التقارب السوري التركي، ومساعي الطرفين لرفع مستوى اللقاءات بينهما، قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بيريفان خالد، في تصريح لوكالتنا “التقارب يجري على حساب السوريين”.
وأضافت: “بخصوص ما نشهده من تقارب بين دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق أو ما يسمى بالتطبيع، فإنه ليس ممكناً بالسهولة التي يتحدث عنها أردوغان، لأننا نعلم بأن أي توجُّه سوري أو تركي في هذا الإطار لن يكون إلا على حساب الشعب السوري على الرغم من أن الطرفين يتخذان من الحرص على الشعب السوري حجة لهما”.
وأشارت إلى تداعيات التقارب قائلة: “سنكون أمام تطورات جديدة، ستزيد من تعقيد الأزمة السورية وتقوض جهود الحل والاستقرار، وستدفع إلى تقسيم البلاد وترسيخ الاحتلال التركي، وسفك المزيد من دماء السوريين، وستقضي على آمال السوريين في التغيير، وعلى تطلعاتهم في سوريا المستقبل”.
معللة ذلك “بأن دولة الاحتلال التركي؛ هي من دعمت الفوضى لمصالحها، لذلك لا نعتقد أن أي من الطرفين سيكون حريصاً على سوريا ومستقبلها أمام مصالحهما، خاصة وأن أردوغان مقبل على الانتخابات، منتصف العام الجاري ودمشق تبحث عن إعادة تعويمها إقليمياً ودولياً بأي شكل”.
ونوّهت إلى موقف الإدارة الذاتية الواضح مما تشهده الأزمة السورية “نحن في الإدارة الذاتية، ضد أي توافق على مصلحة شعبنا والشعب السوري برمته، حيث نحرص على توفير مناخ الحل الديمقراطي، لكن قيام البعض بعقد الصفقات على حساب سوريا سوف يؤزم من الوضع ويدفع بسوريا نحو التقسيم، وستكون هناك إعادة تموضع جديد للإرهاب في ظل التفاهمات التي تحدث بعيداً عن رغبة وإرادة السوريين، مناطقنا مناطق سورية تتأثر وتؤثر في أي تطور سوري، لكن لدينا أيضاً خيارات الصمود والبقاء من أجل تحقيق أهداف شعبنا في التغيير الديمقراطي”.
وأضافت بيريفان: “سيكون للتقارب السوري التركي في حال نجاحه، تأثير مباشر على شمال وشرق سوريا، وحسب النقاشات التي تمت فهناك حديث عن اتفاقية أضنة وما شابه، والتي وإن وافقت عليها دمشق فإنها تشرعن الاحتلال التركي في سوريا، وتطلق يده مرة أخرى في المنطقة”.
وتابعت: “كذلك مشروع الإدارة الذاتية مستهدف من دولة الاحتلال التركي استهدافاً كبيراً، وسوف تبذل كل ما تملك من أجل القضاء على هذا المشروع، لكن على ما يبدو أن توجهات أردوغان في هذه المرحلة هي توجهات تكتيكية؛ والهدف منها الانتخابات، ولا نستبعد أن يكون هناك هجوم تركي جديد على مناطقنا، في حال عدم الوصول مع دمشق إلى أي نتائج ملموسة”.
ولفتت بيريفان إلى ما تحتاجه سوريا، بدلاً من التقارب بين الطرفين “الوضع في سوريا الآن يحتاج إلى اتفاق وطني سوري داخلي، وكذلك دعم دولي موحد لهذا التوجه في وجه مساعي اللجوء إلى الصفقات الثنائية بين أي طرف دون أخذ رأي الشعب السوري، الذي سيكون انطلاقة جديدة نحو مرحلة خطيرة”.
ودعت بيريفان “القوى التي عوّلت على دولة الاحتلال التركي، منذ بداية الأزمة السورية، أن تعيد حساباتها وتدرك أنها كانت عبارة عن ورقة استخدمتها تركيا لغاياتها”، مشيرة أن “تنازل دولة الاحتلال التركي عن المرتزقة حتمي “إن لم يكن الآن، فسيكون في فترة من الفترات، بمعنى أن من يعوّل على دولة الاحتلال التركي من السوريين، مخطئون جداً؛ لأنه لم يسبق أنها دعمت أي توجه في المنطقة، أو حتى في العالم، يدعم وجهة نظر الشعوب في بناء مستقبلها؛ بل كانت دائماً تستثمر الظروف لمصالحها وهذا ما تجلَّى واضحاً في دورها في سوريا”.
ADARPRESS #