أطلقت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا غرفة عمليات “حملة الانتقام لشهداء الرقة” لملاحقة خلايا داعش وتجفيف البيئة المساعدة لهم.
جاء ذلك خلال بيان كتابي أصدر المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية، اليوم الأربعاء.
وذكّرت قوات سوريا الديمقراطية في مستهل بيانها بهجوم خلايا لمرتزقة داعش على مركز لقوى الأمن الداخلي في حي الدرعية بمدينة الرقة وسجن لتوقيف معتقلي المرتزقة، وذلك بقولها: “تعرضت مدينة الرقة بتاريخ ٢٦ كانون الأول الماضي إلى هجوم إرهابي غادر من قبل مرتزقة داعش الذين حاولوا الاستفادة من الظروف والإمكانات التي وفرتها لهم الهجمات والتهديدات التركية الأخيرة ضد مناطق شمال وشرق سوريا، حيث فقد شعبنا خلال الهجوم الإرهابي الأخير ستة من خيرة أبناءه المقاتلين الذين قدموا أرواحهم لحماية الأهالي في الرقة وممتلكاتهم”.
مضيفة أن “التنظيم الإرهابي الذي اختفى من الأراضي التي كان يعتبرها منطقة أساسية لخلافته المزعومة في الرقة والتي تم دحره منها في عام ٢٠١٧ يحاول بشتى الوسائل الإرهابية اليائسة أن يبقى مرئياً من خلال ابتزاز السكان وتنفيذ الهجمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والسلام في المجتمع المحلي، وبشكل خاص مع محاولاته الإقليمية غير المطمئنة لإعادة هيكلة صفوفه، حيث كان هجومه الأخير في الرقة وكذلك الهجمات المحتملة التي تمّ إحباطها بضربات استباقية ليست سوى محاولات لإثبات عبثية وهمجية محاولاته تلك”.
فتح ممرات وعلاقات وثيقة مع كري سبي المحتلة
قسد أفادت في بيانها بأن “قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية قامتا خلال الفترة الماضية بعمليات ملاحقة دقيقة ونوعية لخلايا تنظيم داعش في منطقة الفرات وذلك بالتوازي مع عملية صاعقة الجزيرة، حيث توصلت القوّات خلال التحقيقات إلى جملة من النتائج ومنها؛ قيام زعامة التنظيم الإرهابي الجديدة بمحاولة جديدة لإعادة تشكيل صفوف الخلايا الإرهابية وتعيين متزعمين جدد لها في منطقة الفرات، وكذلك إصدار التعليمات بضرورة الانتقال من العمليات الإرهابية الفردية إلى العمليات الإرهابية الجماعية التي تستهدف السجون التي تحوي معتقلي التنظيم وكذلك الاستهداف المباشر الأمني والدعائي للمجتمع الرافض لسطوة الإرهاب، وضرورة فتح ممرات من المناطق التي تسيطر عليها مجموعات داعش في البادية السورية جنوب غرب الرقة غير الخاضعة لقوّات سوريا الديمقراطية وإيجاد علاقات وثيقة بين خلاياه وعناصره في منطقة سلوك بمنطقة تل أبيض المحتلة وذلك استمراراً لمخطط الهجوم الإقليمي على سجن الصناعة في عام ٢٠٢٢”.
غرفة عمليات مشتركة
بناء على تلك المعطيات التي وصفتها قسد بـ “الخطيرة”، وانتقاماً لشهدائها، أعلنت قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا وقوّات سوريا الديمقراطية “التي حافظت على تركيزها طيلة الفترة الماضية للحد من هجمات التنظيم الإرهابي، تنفيذ عمليات أمنية واسعة النطاق وإطلاق غرفة العمليات المشتركة لـ “حملة الانتقام لشهداء الرقة” بدعم وغطاء جوي من التحالف الدولي”.
وتستهدف هذه العمليات بحسب بيان قسد “ملاحقة وضبط عناصر الخلايا الإرهابية بشكل أساسي وفي مقدمتهم العناصر الخطيرة وتدمير قنوات التواصل بينهم وكذلك إزالة مخابئ نشاطهم المحتملة وتجفيف البيئة المساعدة لهم بما فيها العناصر التي تيسر وتتستر على الخلايا وشبكات التجنيد والاستقطاب”.
انطلاق عمليات واسعة النطاق
وكشفت قوات سوريا الديمقراطية في بيانها أن العمليات واسعة النطاق انطلقت “بتمام الساعة ١٢:٠٠ من ليل اليوم الأربعاء ٢٥ كانون الثاني واستهدفت مداهمة العشرات من النقاط والأوكار المحتملة في الرقة وأريافها، الطبقة وأريافها، الكرامة وصرين وأريافهما، حيث جرت العمليات وفق الخطة المرسومة لها والتوقيت الزمني المحدد وحققت نتائج فورية وحازمة سيتم الإعلان عنها في بيان لاحق”.
أفضل الفوائد الأمنية والمجتمعية للنصر على داعش
واختتمت قوات سوريا الديمقراطية بيانها بالقول: “لا شكّ أن القضاء على عاصمة داعش المزعومة في الرقة وكذلك معقله الأخير من قبل قوّات سوريا الديمقراطية شكلت فرصة أفضل لضمان الأمان في الشرق الأوسط والعالم، والعمليات الأخيرة التي نفذتها قوات العمليات المشتركة في الجزيرة والعملية الأخيرة في الرقة تأتي في سياق تحقيق أفضل الفوائد الأمنية والمجتمعية المحلية والعالمية للنصر المحقق على التنظيم الإرهابي في الباغوز، وعلى هذا الأساس فإن القوّات المشتركة تجدد التأكيد على عزمها للتصرف بقوة وحزم لمواجهة أي خطر يهدد حياة شعبنا ومؤسساتنا”.
ADARPRESS #