من سوريا نحو«أرض الجهاد الجديدة» كردستان وأفغانستان
مصطفى عبدو
الحديث عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان خلق أزمة بين العديد من دول العالم ويبدو أن سوريا من أكثر دول العالم تأثيراً بهذا الانسحاب لأن معظم اللاعبين في سوريا مثل أميركا وروسيا وإيران وتركيا و«داعش»،هم بنفس الوقت لاعبين في الحرب الأفغانية.
فهل ستكون كردستان وأفغانستان «أرض الجهاد الجديدة» ؟
بعد انتهاء قمة جنيف بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في (حزيران) الماضي، أشار بايدن بأنه مستعد للمساعدة في أفغانستان وإيران مقابل مساعدة روسيا فيما يتعلق بجلب بعض الاستقرار والأمن الاقتصادي للشعب السوري.
عقب القمة،عقد مستشارو الرئيسين لقاءً سرياً في جنيف مهد لمسودة مشتركة قدمت إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك، لتمديد قرار المساعدات الإنسانية «عبر الحدود» إلى سوريا، كما مهد الطريق لإمكانية استئناف التواصل الأميركي الروسي حول «تسوية سياسية» في سوريا، وعقد جولات لـ«الحوار الاستراتيجي» بين البلدين تتناول ملفات كبيرة ومقايضات، باعتبار أن سوريا مهمة لروسيا، وأوكرانيا مهمة لأوروبا، وأفغانستان مهمة لأميركا.
لا بد من التذكير أن إحدى المساحات التي يمكن أن يتعاون فيها الجانبان الأميركي – الروسي في سوريا هو تفاهم شرق الفرات – غرب الفرات، الذي كان رسمه جيشا البلدين في منتصف 2017 للوصول إلى ترتيبات بين «قوات سوريا الديمقراطية» وجناحها السياسي من جهة، والحكومة السورية من جهة ثانية، على أساس الحصول على أفضل شيء ممكن للكرد قبل الخروج من هناك.
وبناء على ما تقدم يبقى الباب مفتوح كي يتفاهم الروس مع أميركا في أفغانستان، مقابل أن يساهم الأميركيون لتعزيز الحضور الروسي في سوريا.لكن الجديد في هذه المعادلة هو بروز الدور التركي حيث لا يستطيع الروس أو الأمريكيين تجاوز هذا الدور لأسباب عدة،فهناك تفاهم تركي مع أميركا على المساهمة في إدارة مطار كابل، وهناك تقارير تشير إلى أن الأجهزة التركية بدأت تفاوض بعض المقاتلين السوريين للذهاب إلى أفغانستان.
تركيا مثل روسيا ورغبتها بالتوجه نحو أفغانستان بالتأكيد ليست مجانية، ولا شك في أن أكثر المناطق التي تثير اهتمام تركيا وتنظر إليها بعين المفترس هي شمال شرقي سوريا خاصة وأنها استشعرت بأن هناك ترتيبات تخص مستقبل الكرد فيها بعد زيارة وفد من الإدارة الذاتية إلى واشنطن وباريس.
بدأت تركيا تسابق الأحداث،وها هي تتحضر للمرحلة القادمة وتشكل قوة سرية قوامها المرتزقة السوريين وميليشيات الإيغور لمحاربة الكرد في شمال وجنوب كردستان والكرد في شمال شرق سوريا ابتداء من تقسيم مدينة “آمد/ ديار بكر” حيث فتح النظام التركي مؤخرا خطا للسكك الحديدية وسط مدينة آمد، والتخطيط لتسويره بهدف تجزئة المدينة إلى شطرين لإحداث تغيير ديموغرافي على غرار ما قامت به من تغيير ديموغرافي في عفرين وسري كانيه وكري سبي..
هذا ومازال البحث جارياً عن سبل لاستمرار الحوار الكردي- الكردي..!