واحتجاجاً على بقاء المجلس ضمن الائـ ـتلاف الوطني السوري المعارض.
وأصدر التيار، الذي يتزعمه سيامند حاجو، بياناً، حول أسباب الانسحاب التي تضمنت اتهامات للمجلس بالفـ ـساد المالي وسيطرة الحزب الواحد، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني- سورية المدعوم من أربيل، على مفاصل القرار داخل المجلس وبالتعاون مع أربعة أحزاب كبيرة، وتهميش دور بقية الأحزاب الصغيرة والمستقلين.
كما تطرق البيان إلى عدم اتخاذ المجلس موقفا من الائتـ ـلاف الوطني السوري، وقضايا تنظيمية تتعلق بعدم وجود آليات ديمقراطية في اتخاذ القرارات.
من جهته، قال نائب رئيس تيار الحرية الكردستاني، طارق خيركي، لـ”العربي الجديد”: “قاطعنا المؤتمر الذي كان من المفترض عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بسبب خلافـ ـات سياسية وتنظيمية، حيث طالبنا المجلس بالانسحاب من الائتلاف بعد سيطرة القوات التركية والفـ ـصائل الموالية لها على منطقة عفرين”.
وأضاف خيركي: “الأمر الآخر يتعلق بالشفافية السياسية وتسـ ـلط الحزب الديمقراطي الكردستاني – سورية والأحزاب الرئاسية على جميع مفاصل القرار السياسي، بالمشاركة مع حزب اليكيتي، وتجاهل الهيئة الرئاسية المتشكلة من خمسة أحزاب”.
واستطرد قائلاً: “طالبنا أيضاً بألا تتجاوز نسبة المستقلين في المجلس 33%، وليس 60%، كما هو حاصل اليوم”.
وأوضح أن “المستقلين لم يكونوا مستقلين، بل أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني- سورية وانضموا للمجلس تحت غطاء المستقلين”، مشيراً إلى مطالبتهم أيضاً “بالشفافية المالية عبر تقارير مالية تصدر من لجنة مالية مكونة من خمسة إلى 7 أشخاص، وهو ما قوبل بالرفض أيضاً من قبل رئيس المجلس سعود الملا واللجنة المالية”.
وحول توجهات حزبه السياسية والفكرية، قال خيركي: “خطنا السياسي واضح، نحن نتبنى مشروعا قوميا كردستانيا، ولسنا قريبين من مجلس سورية الديمقراطية (مسد) ولا الإدارة الذاتية، نحن حزب قومي سنناضل باستقلاليتنا وبإرادتنا دون أجنـ ـدة خارجية”.
وأكد: “لسنا طرفاً في الصراع بين المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية، ونحن حزب قومي كردي نعتبر هويتنا هوية كردية كردستانية سورية، ولسنا مقربين للإدارة الذاتية، بل لدينا ملاحظات عديدة عليها منها اخـ ـتطاف الأطفال ونـ؟ هجها السياسي”.
وعن خياراتهم المستقبلية قال خيركي: “سيكون لنا بدائل منبثقة من إرادتنا الحرة ومن توجهنا السياسي، ولن نكون جزءا من هذا الصراع، لم ولن ننضم للإدارة الذاتية أو مجلس سورية الديمقراطية”.
في المقابل، قال عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية، نشأت ظاظا، لـ”العربي الجديد”، إن “التيار يقاطع أعمال المجلس منذ فترة، وتم مراسلتهم حول أسباب المقاطعة، ويبدو أنهم أعلنوا انسحابهم من المجلس، استباقاً لقرار كان سيصدر عن المجلس بفصلهم”.
ورأى ظاظا أن اتهامات رئيس التيار سيامند حاجو، “ليس لها أساس من الصحة”، مضيفاً أنه “هو نفسه كان عضواً في لجنة علاقات المجلس وفي جبهة السلام والحرية ورئيس المكتب الاستشاري للمفاوضات في جنيف، وبالتالي لم يكن مهمشاً كما يدعي”.
وقال: “لو كنا نهيمن على القرارات كما يقول، ما كان له أن يكون عضواً في ثلاث هيئات رئيسية في المجلس”. وبشأن الموضوع المالي، قال: “هناك قصص تتعلق به هو شخصياً”، في إشارة كما يبدو إلى اتهـ ـامات له بالفـ ـساد.
وتشكل المجلس الوطني في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، في إقليم كردستان العراق، من ائتلاف يضم العديد من الأحزاب السورية الكردية، وانضوى لاحقاً في صفوف المـ ـعارضة السورية من خلال الانضمام إلى “الائـ ـتلاف الوطني السوري” المعـ ـارض.
ADARPRESS #