زيارة وزير الخارجية الألمانية للعراق تتلاقى مع محـ ـاولات لاستثمارها حزبـ ـياً وخاصة بعد التوجه لشنكال
لألمانيا اهتمام خاص بالعراق يعود إلى بداية القرن العشرين، ويشكل خط سكة حديد بغداد-برلين الذي تم البدء بإنشائه بعد عام ١٩٠٠م بتمويل ألماني-عثماني علامة مميزة لهذا الاهتمام؛ علما أن ألمانيا ساهمت في معظم الحروب التي شنها الغرب على النظام العراقي السابق، وكانت لها مشاركة فعالة في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب.
في هذا السياق قامت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بزيارة رسمية إلى العراق اليوم التقت خلالها عدة مسؤولين عراقيين، ناقشت معهم آلية التعاون الاقتصادي والسياسي بين الطرفين، ومساهمة ألمانيا في المشاريع التنموية الاقتصادية والخدمية في عموم العراق. وبما أن ملف الطاقة بات يؤرق الكثير من المسؤولين الألمان بسبب تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية أصبح لمصادر الطاقة (البترول والغاز) العراقي والكردستاني مكانة مهمة في استراتيجية تأمين الطاقة في ألمانيا؛ لذلك كانت زيارة إقليم كردستان العراق في برنامج عمل المسؤولة الألمانية، لتزور الإقليم وتلتقي برئيس حكومتها مسرور البرزاني الذي بدا محاولا استغلال الزيارة لمناقشة الخلافات الداخلية العراقية وخاصة قضية تصدير نفط الإقليم دون موافقة الحكومة الاتحادية والمسائل المالية العالقة؛ إلى جانب إثارة موضوع اتفاقية شنكال بين بغداد وهولير والذي يثير قلق الإيزديين واحتمال تجريدهم من سياستهم الدفاعية التي قاموا بإنشائها بعد المجازر التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش الارهابي، هذه الأنباء تواترت مع زيارة الوزيرة لناحية سنوني في سنجار وزراعة شجرة زيتون فيها وزيارة بيت التعايش المشترك الإيزيدي كتعبير عن تضامن بلادها مع الإيزديين مهمشة زيارة المؤسسات التي شكلها الإيزديون بعد تخلي حكومتي بغداد وهولير عنهم إثر هجوم التنظيم الإرهابي عليهم؛ الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات عن الغاية الحقيقية لهذه الزيارة.