تداعـ ـيات الزلزال وتزايد الغـ ـضـ ـب الشعبي في تركيا
يعد الزلزال الذي ضرب تركيا الأعنف منذ الزلزال الذي ضرب أرزينجان حوالي عام ١٩٣٩م؛ وقد تسبب الزلزال الأخير بكارثة كبيرة أطلق عليها اسم (كارثة القرن) ألحقت خسائر بشرية ومادية كبيرة في المناطق التي ضربتها بالإضافة إلى أضرار نفسية واقتصادية قد يستمر تأثيرها لسنوات؛ ويشير الكثير من المحللين المتابعين للشأن التركي إلى تزايد مشاعر الغضب بين مواطني الدولة التركية تجاه نظام أردوغان وهذا ما لا يصب في صالح هذا النظام في مساعيه للفوز بالانتخابات المقبلة بالتزامن مع تنظيم المعارضة لصفوفهاواتفاق جميع أطرافها على إنهاء حكم هذا النظام الذي يبدو عاجزا عن احتواء الأزمات التي تشهدها الدولة التركية وتفاقمها جراء الزلزال الأخير؛ فكثرة تدخلاته في شؤون الدول الأخرى كسوريا والعراق وليبيا وتونس ومصر وغيرها أثرت في مرونة استجابته لإغاثة المتضررين من الزلزال في المناطق التي كان يحظى فيها بشعبية كبيرة وحاز فيها على أغلب الأصوات في الانتخابات السابقة.
وبحسب العديد من وكالات الأنباء هناك قائمة طويلة من مطالب المواطنين موجهة للسلطات التركية، تأتي في مقدمتها محاسبة الفاسدين خاصة في القطاع العمراني، وتقديم خطة لتحسين الواقع الاقتصادي، والقيام بخطوات جدية لحل مشكلة اللاجئين السوريين الذي كان له دور في تهجيرهم، وتحديد جدوى حروب أردوغان الخارجية؛ والأهم من كل ذلك إعادة إعمار المناطق المنكوبة. تبدو الحكومة التركية عاجزة عن تلبية معظم هذه المطالب؛ ما من شأنه أن يؤثر في الحظوظ الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، واحتمال خسارته لها؛ إلا أن أكثر ما يثير القلق موقف أردوغان في حال خسارته ومدى استعداده لتسليم السلطة إلى المعارضة؟ أم هل سترضى المعارضة ببقاء أردوغان في سدة الحكم؟ وهذا ما يشير إلى أن الدولة التركية مقبلة على مرحلة حساسة يصعب تكهن طبيعتها.
#ADARPRESS