بات مصطلح الحرب الهجينة متداولا في الكثير من التحليلات العسكرية في الآونة الأخيرة، خاصة في سياق الحرب الروسية-الأوكرانية؛ وقد تعددت تعريفات هذه الحرب، إلا أن معظمها تتفق على كونها نمط من الحروب يستند إلى استراتيجية عسكرية تستند إلى “تجنب نقاط القوة في خصم أكثر قوة” وتركز على تنفيذ هجمات بوسائل مختلفة عبر المرتزقة بما فيها المجال السيبراني لإلحاق الضرر بالخصم دون انخراط الجيوش النظامية في حرب تقليدية مع ضمان عدم تحمل الطرف الذي يقود هذه الحرب المسؤولية التي تستوجب الرد عليه مباشرة.
يمكن ملاحظة هذه الحرب في حالة الصراع الدولي والإقليمي على العراق وسوريا، فهناك دائما عمليات عسكرية ينفي الجميع مسؤوليتهم عنها.
وتشير بعض مصادر الأخبار العالمية إلى ازدياد وتيرة هذه الحرب في سوريا والعراق، طرفاها إيران وروسيا من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى؛ وبحسب بعض المصادر لCNN سلمت روسيا لإيران أسلحة أمريكية استولت عليها في أوكرانيا، أبرزها نظامي جافلين وستينغر المضادين للدروع والطائرات؛ وأشارت هذه المصادر إلى احتمال تفكيكها وتحليلها، والعمل على صناعة نسخ عنها قد تستخدم ضد القواعد الأمريكية وحلفائها المحليين.
من جانبها أعلنت طهران عن إبرام صفقة لشراء عدد غير محدد من مقاتلات سو-٣٥ الروسية المتطورة نسبيا.
ويمكن للمتابع لشؤون الشرق الأوسط السياسية أن يلاحظ ارتفاع وتيرة التهديدات المتبادلة؛ خاصة أن عملية حماس الأخيرة في تل أبيب بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي لها تحمل الكثير من الرسائل.
إن الاتفاق الأخير بين السعودية وايران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وجولة وزير خارجية إيران والدفاع الأمريكي في المنطقة ربما يشير إلى مرحلة مفصلية ستمر بها المنطقة؛ وتتضح مؤشرات هذه الحرب في الدعوات المستمرة لكل من الصين وروسيا وإيران على وجوب انسحاب أمريكا من سوريا.